النظام الغذائي الصحي هو النظام المتوازن والشامل، ولا يوجد نوع واحد من الغذاء قد نعتبره عند تناوله لوحده هو المحقق لكافة مطالبنا الصحية والجسمية والمناعية!

كونوا على ثقة بانه لا يوجد غذاء قد يكون خارق وذو تاثير سحري على الصحة لوحده دون اتباع نمط الحياة السليم الذي يتضمن النظام الغذائي الصحي والشامل بكافة جوانبه!

فقد شاع الحديث مؤخرا حول انواع محددة من الاغذية، والتي سميت بالاغذية الخارقة او السوبر فود، والتي يعتقد الكثيرون بانه عند ادراجها ضمن اغذيتهم اليومية قد تقوم بما يقوم به اتباع النظام الغذائي الصحي، وتكون ذات مفعول قوي على مناعتهم واجسامهم، الا انه للاسف لن يكون كذلك! لماذا؟ اليكم الجواب من خلال تعريفكم على مواصفاتالنظام الغذائي الصحي وحقيقة الاغذية الخارقة فيما يلي: 

بداية وقبل كل شيء، ما هو تعريف النظام الغذائي الصحي؟

النظام الغذائي الصحي هو النظام الغذائي المتوازن والشامل لكافة العناصر الغذائية، وهو الذي يقدم الفائدة للجسم ككل، وبحسب وزارة الصحة البريطانية NHS فانه للحصول على نظام غذائي صحي متوازن عليك بـ:

  • تناول كمية مناسبة من المواد الغذائية بما يناسب نشاطك اليومي.
  • تناول اطعمة متنوعة من كافة المجموعات الغذائية.

ولا يوجد نوع واحد من الغذاء قد نعتبره عند تناوله لوحده هو الشفاء الشافي والمحقق لكافة مطالبنا الصحية والجسمية والمناعية!

 ماذا نقصد بالغذاء الخارق”سوبر فود Superfood”؟

عرف البعض الاغذية الخارقة على انها اغذية متواجدة بشكل طبيعي وتمتاز بانها قليلة بالسعرات الحرارية وعالية بالمغذيات ، وتعتبر مصدر غني لمضادات الاكسدة المتفاوتة في كميتها من نوع لاخر، و تحوي عدد من المغذيات الضرورية، ولها عدة فوائد صحية تعود على الجسم، منها: مكافحة السرطان، مكافحة امراض القلب، تقليل نسب الكولسترول في الدم، تعزيز المناعة ومكافحة الالتهابات، دور في خفض الوزن، وزيادة معدلات الايض، تعزيز صحة الجهاز الهضمي.  

مع ذلك علميا وبشكل ادق،قد لايمكن اعتماد تعريف رسمي للغذاء الخارق، فقد حظرت بعض الجهات الحكومية والرسمية وخاصة في دول الغرب استخدام هذا المصطلح دعائيا وفي عالم التسويق لمنتج معين، اذا لم توجد اي ادلة علمية ثابتة وواضحة تدعم الموضوع. وذلك لم يمنع استمرار الابحاث والدراسات التي تجري على هذه الانواع من الاغذية. 

الجهات المسوقة لبعض الاغذية تطمح لاقناعنا ان تناول بعض الاطعمة يمكن ان تبطئ عملية الشيخوخة، وتكافح الاكتئاب. والعديد من الاشخاص قد يعجبهم ذلك، بل قد يكون مشجع جدا لهم، وخاصة في بعض الحالات الصحية والمرضية، التي قد تعتقد بان في نوع معين من الغذاء ستجد الشفاء وحل لمشكلتها.

والمشكلة هي ان معظم الابحاث على الاغذية الخارقة  كانت مجرد اختبارات للمواد الكيميائية والمستخلصات المركزة ولا توجد في الغذاء بحالته الطبيعية.
الثوم، على سبيل المثال، يحتوي على المغذيات المزعومة بالمساعدة على تقليل الكوليسترول وضغط الدم. لكن عليك ان تاكل ما يصل الى 28 فصوص يوميا لتتناسب مع الجرعات المستخدمة في المختبر – وهو امر لن يكون سهل التجريب!

كما وتشير بعض مخاوف المختصين بالتغذية السليمة، الى ان التشجيع على تناول بعض الاغذية الفردية قد يؤثر على نوعية الاغذية الاخرى المتناولة، وقد يجعل البعض يميلون الى تناول اغذية غير صحية. وبالطبع هذا قد يشكل مشكلة كبيرة، فحتى مع وجود اغذية عالية بقيمها الغذائية ، فهي لن تكون بديل لاغذية اخرى. ومن هنا يتجنب اخصائيو التغذية اطلاق اسم الغذاء الخارق على نوع محدد من الاطعمة، وانما يميلون الى استخددام مصطلح “النظام الغذائي الصحي الخارق”، والذي يمتاز بكونه نظام متوازن وشامل، وغني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة. ومن الامثلة المشهورة على ذلك تاتي حمية البحر الابيض المتوسط المعروفة بتركيزها على  الخضار والفواكه والاسماك وزيت الزيتون والبقوليات، مع كميات قليلة من اللحوم الحمراء والدهون والاملاح. والتي وجدت العديد من الدراسات التي اجريت عليها علاقتها باطالة متوسط العمر والوقاية من بعض الامراض المزمنة لمن اتبعها.

ومن ضمن الامثلة على الاغذية التي قد اطلق عليها مسمى الاغذية الخارقة: البروكلي، التوت البري، الثوم، عصير الرمان، الشمندر، الشاي الاخضر، الشوكلاته، الاسماك الدهنية. وكانت اغلب صفاتها التي ميزتها هي محتواها العالي من مضادات الاكسدة المعروفة بكونها محاربة للجذور الحرة وتحمي الخلايا من التلف وتكافح السرطانات،  والاحماض الدهنية اوميغا3. 

ومع ذلك لا زلنا بحاجة الى مزيد من الدراسات والادلة لتاكيد الايجابيات والفوائد من وراء انواع مضادات الاكسدة المختلفة!

 

في الختام قد يمكننا هنا ان ننصحكم باستغلال ما ادعي انه غذاء خارق، ضمن النظام الغذائي الصحي الشامل والمتوازن والملائم لكم، طالما بان هنالك امل بان يكون لها دور في ان تقلل من خطر الاصابة بالامراض المزمنة  مثل امراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.