الحمى
هي حالة ترتفع فيها حرارة جسم الإنسان فوق المستوى الطبيعي لأكثر من 38 ° م (99.4 ° ف) وهي تعتبر واحدة من أكثر أعراض الأمراض انتشاراً. ولقياس درجة الحرارة يلزم وجود ميزان الحرارة، ويمكن بواسطة لمس وتحسس جلد المريض معرفة ما إذا كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة أم لا وذلك فيم يقارب 60-70% من الحالات، لهذا يعتبر اللمس طريقة غير دقيقة أو موثوقة. حيث يثير ارتفاع درجة حرارة الجسم عن الحد الطبيعي خوف كثير من الناس ويستنفرهم بشتى الوسائل للتخلص من الحمى دون اهتمام ربما بمعرفة أسبابها.. فارتفاع درجة الحرارة الزائد ليس مقلقا بحد ذاته بقدر كونه انذارا بوجود التهاب أو اعياء أو مرض معين استدعى من الخلايا بذل جهد مضاعف لمقاومته ما أدى إلى زيادة حرارة الجسد. 
وباعتبارها من أكثر أعراض الأمراض شيوعاًويمكن معرفة أسباب الحمى وكيفية قياسها والتعامل معها لاسيما عند الأطفال إلى أن ارتفاع الحرارة ليس بالضرورة حمى فحرارة الجسم السليم تتغير في اليوم الواحد بين النهار والليل وتبعا لحالة الجو حيث أن الجسم عند البرد يحرك عضلاته إراديا ليولد الحرارة أو يقلص العضلات بالارتعاش اللاارادي وعند الشعور بالحر يخفض حرارته ذاتيا بالتعرق علما ان وسائل المقاومة هذه لا تكون مكتملة عند الرضع لذا لا بد من تدفئتهم في حالات البرد وتخفيف ثيابهم عند الحر.

الأسباب: –  تتحدد درجة حرارة الجسم الطبيعية بواسطة ناظم حرارة موجود في الدماغ. عند وجود التهاب في الجسم، تفرز كريات الدم البيضاء مواد كيميائية (سيتوكينات – او انترليكونات .(.–هذه المواد تسبب اضطرابا في عمل ناظم الحرارة، مما يؤدى الى زيادة النشاط العضلي الى درجة حدوث ارتعاد / رجفة وارتفاع درجة حرارة الجسم. وبالاضافة الى ذلك، ففي الحالات التي تكون فيها درجة حرارة البيئة المحيطة مرتفعة جدا، ترتفع درجة حرارة الجسم، ايضا، نتيجة لامتصاص الحرارة الخارجية. والمسبب الرئيسي لارتفاع درجة حرارة الجسم هو عدوى (تلوث) فيروسية او عدوى بكتيرية / جرثومية. والسمة الاساسية التي تميز مرضا جرثوميا هي ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ والميل الى الارتعاد، خلافا للمرض الفيروسي الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بشكل تدريجي ولمدة اطول. وثمة امراض اخرى، ليست تلوثية، تسبب، ايضا، ارتفاع درجة حرارة الجسم تشمل: الامراض الالتهابية، مثل امراض الروماتيزم والامراض التي تؤثر على الجهاز المناعي وانتاج الاجسام المضادة، مثل مرض الذئبة. وهنالك، ايضا، امراض اقل شيوعا مثل الامراض الورمية التي تصيب الكبد، او الجهاز الليمفي او اضرار كبيرة في الدماغ. في بعض الحالات، يمكن ان يحصل ارتفاع درجة الحرارة بسبب استهلاك بعض الادوية، بما فيها المضادات الحيوية. في معظم الحالات، لا تشكل الحمى لوحدها العلامة الوحيدة ويجب البحث عن علامات جسدية واجراء فحوص مخبرية اضافية للوصول الى التشخيص الصحيح.
الاعراض
تتمثل أعراض الحمى عموما في تجاوز درجة الحرارة الحد الطبيعي وازدياد النبض من 60 أو 70 إلى 120 نبضة في الدقيقة بحسب الطبيبة وشعور المصاب برغبة في التعرض لهواء بارد رغم ارتجاف جسمه وقد يصاحب ذلك انعدام شهية واوجاع رأس وعطش مستمر وخمول وتشنج عضلي على شكل نوبات وهذيان لاسيما خلال النوم مشيرة إلى أن أعراض الحمى عند الأطفال تبدو من خلال دفء وجهه ولا سيما جبينه مع ارتعاش واضح وتورد في الخدين وبكاء وتوتر وافتقاد للنشاط ما يستدعي اللجوء إلى الطبيب فوراً خشية احتمال الإصابة بالحمى الشوكية التي تصيب 4 من كل مئة طفل دون سن الخامسة. ومن أعراض الحمى عند الأطفال ايضا التشنجات حيث أن نحو 35 بالمئة من الأطفال بين 8 أشهر و 5 سنوات يصابون بتشنجات غالبا ما تكون العلامة الأولى للحمى وذلك خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى من المرض أن هذه التشنجات الحمية تحدث جراء التهابات الجهاز التنفسي أو السحايا كاحتمال ثان اضعف نسبيا لكن لا يجوز اغفاله وأن بعض التشنجات تكون بسيطة تدوم لدقائق معدودة بينما توجد تشنجات معقدة تستمر لأكثر من ربع ساعة وتصيب جزءا من الجسم بشكل متكرر على شكل نوبات احيانا لا تترافق بالضرورة مع درجة حرارة عالية في الحالات التالية يفضل التوجه الى الطبيب :
في كل حالة تستمر فيها درجة الحرارة المرتفعة لاكثر من ثلاثة ايام.
الاطفال الرضع حتى سن شهرين – لدى حصول اي ارتفاع في درجة الحرارة.
الحمى المصحوبة بالظواهر التالية: الصداع الشديد، الغثيان، القيء والنعاس او حصول تغير في الحالة الادراكية، الوجع عند البلع، الحـرق اثناء التبول، الطفح المنتشر على الجلد او النفطات والاختلاجات.
عندما يكون المريض في سن 75 عاما واكثر.
المرضى الذين يعانون من امراض القلب، السكري او امراض الرئتين المزمنة المعروفة.
العلاج:
ينبغي قياس درجة الحرارة بواسطة ميزان الحرارة في الفم، في الابط، في الاذن او في فتحة الشرج. وينبغي ان يكون القياس دقيقا وموضوعيا دون الاعتماد على الانطباع المتولد من وضع اليد على الجبين او مجرد الاحساس بان درجة الحرارة مرتفعة. الارتفاع المعتدل في درجة حرارة الجسم لدى الاطفال (اقل من 39 درجة مئوية) يكون مصحوبا، غالبا، بمرض فيروسي يتلاشى تلقائيا خلال فترة زمنية معينة ولا يتطلب اي علاج. ويكون مثل هذا المرض، في الغالب، مصحوبا بسعال خفيف، الام في العضلات، الام في الحلق، نزلة او شعور عام بالضعف.في مثل هذه الحالات، لا حاجة الى العلاج، غالبا، وقد يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم مفيدا، اذ قد يساعد في مواجهة المرض بطريقة انجع وافضل. وتكمن المشكلة الرئيسية في التمييز بين مرض فيروسي خفيف وبين مرض جرثومي، او مرض يتطلب معالجة اكثر دقة وتركيزا. ومن هنا، فلدى ارتفاع درجة حرارة الجسم الى ما يزيد عن 39 درجة مئوية، مصحوبا بالم ومعاناة، يمكن دواء لخفض درجة الحرارة.من بين الادوية الاكثر شيوعا لخفض درجة الحرارة: باراسيتامول / اسبيرين.ولكن، من غير المحبذ اعطاء الاسبرين للرضع والاطفال دون سن الـ 13 عاما، وخاصة في حالات الانفلونزا تحسبا من حصول ضرر للكبد او من الاصابة بمتلازمة راي، التي تسبب اضرارا خطيرة في الكبد وضررا في الدماغ.وثمة ادوية اخرى لخفض درجة الحرارة، لكنها تتطلب، عادة، وصفة طبية واشرافا طبيا (مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية –. كما يمكن لبعض العلاجات من مجال الطب التكميلي، مثل المعالجة المثلية , او المعالجة المثلية الحديثة ان تكون مناسبة ومفيدة في مثل هذه الحالات. وفي كل الاحوال، ينبغي استشارة الطبيب اولا