بالرغم من انتشار وازدياد الوعي الصحي, إلا أن تأثير هذه العوامل لا زال غير معروف على العديد من بقاع العالم.

بالرغم من ان 80% من حالات امراض القلب في العالم هي من نصيب الدول النامية والفقيرة, وبالرغم من ان المعطيات التي ترصد العوامل المسببة لامراض القلب تصدر عن الدول المتطورة، الا ان تاثير هذه العوامل غير معروف على العديد من بقاع العالم.

فقد قام طاقم من الباحثين الكنديين بجمع معلومات حول اكثر من 15 الف مريض تعرضوا لنوبة قلبية اولى, من 52 دولة من جميع قارات العالم: افريقيا, اسيا, اوروبا, الشرق الاوسط, استراليا, اميريكا الجنوبية وامريكا الشمالية. حيث قاموا ببحث العوامل الاكثر تاثيرا على الاصابة بنخر عضلة القلب. وهذه النتائج تم نشرها في النشرة الاخيرة من صحيفة Lancet. وقد وجد الباحثون ان اكثر من 90% من احتمالات الاصابة بنخر عضلة القلب تتعلق بتسعة عوامل منتشرة في كافة بقاع العالم وهي غير متعلقة بالعمر وبالجنس. وهذه العوامل هي:

  • التدخين، النسبة ما بينApoB/ApoA1 (سيتم تفسيرها لاحقا)
  • تاريخ مرضي يشير الى وجود فرط ضغط الدم
  • السكري
  • السمنة
  • العوامل النفسية والاجتماعية
  • استهلاك كميات منخفضة من الخضروات والفاكهة
  • الاستهلاك المفرط للكحول
  • والنشاط الجسدي.

وبعد القيام بمعالجة هذه المعلومات تبين بان احتمال الاصابة بداء نخر عضلة القلب يتفاقم: بـ 3,3 اضعاف كلما ارتفعت النسبة بين صميم البروتين الشحمي (apolipoprotein B) وبين صميم البروتين الشحمي-A1, اذ ان هذا المقياس يشير الى احتمالات الاصابة بامراض القلب. صميم البروتين الشحمي هو عبارة عن مركب زلالي في البروتين الشحمي, وقد اظهرت الابحاث مؤخرا ان هذا المقياس اكثر موثوقية لفحص احتمالات الاصابة بامراض القلب من قياس النسبة بينالكوليستيرول السيء(LDL) الذي يكون ApoB المركب المركزي فيه, وبين الكوليستيرول الجيد (HDL) الذي يكونApoA1 مركبه الاساسي.

تتضاعف احتمالات الاصابة بامراض القلب بـ 2,9 ضعف في حال التدخين, وبـ 2,7 ضعف عند وجود العوامل النفسية والاجتماعية, وبـ 2,4 ضعف بالنسبة لمرضى السكري, وبـ 1,9 ضعف عندما يكون هنالك تاريخ مرضي من الاصابة بداء فرط ضغط الدم, وبـ 1,1 ضعف في حال البدانة.

كما تقل احتمالات الاصابة بهذا الداء حتى 30% في حال تم استهلاك الخضار والفواكه بشكل يومي, وتقل كذلك بنسبة 14% في حال ممارسة الرياضة والنشاط بدرجة جهد متوسطة الى مرتفعة بشكل ثابت. كما ان الحد من شرب الكحول وتقليصها الى 3 – 4 مرات في الاسبوع فقط تسهم في التقليل من احتمالات الاصابة، لكن بشكل غير ملحوظ، حتى 9%.

كما يؤكد الباحثون انه بالامكان وضع وسائل للحد من الاصابة بهذا الداء من خلال الاعتماد على الاسس نفسها في جميع انحاء العالم.