عادة ما ترتبط التغذية السليمة والشاملة لكافة العناصر الغذائية بالنمو السليم والمناعة القوية، ومن ضمن العناصر المهمة في تقوية مناعة الاطفال والتي أشادت بهاالابحاث: البروبيوتيك، الزنك، والحديد!

لطالما ارتبط في اذهاننا بان الاشخاص الذين يعيشون في الاماكن الفقيرة، والذين عادة ما يعانون من سوء التغذية هم اكثر عرضة للاصابة بالامراض المعدية. وذلك لتاثير نقص بعض العناصر الغذائية على جهاز المناعة وعمله. وهذا صحيح، فقد اظهرت بعض الدراسات ان نقص بعض العناصر الغذائية له تاثير واضح على عمل خلايا جهاز المناعة المختلفة، مثل: خلايا T والبلاعم (الخلايا الاكولة) macrophages في الجسم والتقليل من انتاج بعض الاجسام المضادة. ومن هنا تظهر اهمية تناول بعض العناصر للجسم وللصغار قبل الكبار.

اذا كنت من المهتمين بصحة اطفالك، وتبحث عن الطرق الطبيعية والامثل لتقوية مناعتهم، فاننا في ويب طب سنقدم لك اشهر العناصر الغذائية التي اثبتت الابحاث فعاليتها وكفاءتها في تقوية مناعة الاطفال وتعزيزها!

البروبيوتيك، الحديد، والزنك، ثلاثية متكاملة من العناصر الغذائية التي ستشكل الدرع الواقي لطفلك ضد الامراض المختلفة، وستعزز نموه وصحته، واليك التفاصيل حول كل منها على حدا:

البروبيوتيك Probiotics في تقوية مناعة الاطفال:

تم تعريف البروبيوتيك Probiotics من قبل منظمة الصحة العالمية “WHO” ومنظمة الاغذية والزراعة “FAO”، على انها كائنات حية دقيقة، والتي عندما يتم تناولها بكميات كافية تقدم فائدة صحية للمضيف. وتتواجد البروبيوتيك في القناة الهضمية للانسان وتحديدا في الامعاء الغليظة، ووجد بانه اذا ما تواجدت بكميات كافية فانها ستساعد على تعزيز مناعة الجسم،وتقديم العديد من الفوائد الصحية له، كما وبحسب قانون التنافس على النمو فان البروبيوتيك يساعد على موازنة الميكروفلورا Microflora “البكتيريا النافعة” في الامعاء، التي ستحل مكان الميكروبات الضارة، وتعديل البيئة في الامعاء وجعلها اكثر صحية. وفوائد البروبيوتيك ظهرت منذ القرون الماضية، زتحديدا من خلال الفائدة التي كانت تقدمها الالبان المخمرة، واما العلم الحديث فقد دعم واظهر المزيد من فوائدها، عن طريق مختلف الدراسات والابحاث التي اجريت عليها، ولعل من ابرزها ما يخص مناعة الاطفال وصحتهم. 

وتظهر اهمية مادة البروبيوتيك وفوائدها للاطفال، من خلال ما يلي:  

  • الوقاية وعلاج الاسهال عند الاطفال وتقليل شدته ومدته.
  • تعزيز مناعة الجهاز الهضمي ووقايته من الالتهابات، وخاصة الالتهابات المعوي القولني الناخر Necrotising Enterocolitis.
  • محاربة التهابات الجهاز التنفسي.
  • الوقاية من الالتهابات البولية التناسلية Urogenital Infections.
  • بعض الدراسات وجدت دور للبروبيوتيك في الوقاية من الالتهابات الجلدية التاتبية atopic dermatitis.
  • تعزيز استجابة الاجسام المضادة في الجسم للقاحات.
  • في دراسة فنلندية وجدت دور للبروبيوتيك في تعزيز الاستجابة للقاح فيروس الروتا Rotavirus، وهو الفيروس الاكثر انتشارا بين الرضع والاطفال.
  • يلعب دور في الوقاية والعلاج من الحساسية عند الاطفال.

ومن مصادر البروبيوتيك الطبيعية: اللبن الزبادي “الحليب المخمر”، المخللات، حساء الميسو، الاجبان، الكافيرا “الفطر الهندي”.

اهمية الزنك في تقوية مناعة الاطفال:

عنصر الزنك من العناصر المهمة والضرورية جدا للنمو والتطور الطبيعي والانقسام السليم للخلايا، ولاتمام عمليات حيوية مختلفة في الجسم، اذ يدخل في عمل ما لايقل على 200 انزيم، ومهم لعمل الهرمونات ولتطور الاعضاء التناسلية، وعمل غدة البروستاتا، والتئام الجروح. 

كما ويعتبر الزنك عنصر اساسي لخلايا الجهاز المناعي، اذ يؤثر نقص الزنك على قدرة وعمل خلايا T والخلايا المناعية الاخرى. ولهذا فمن المهم  ان نضمن اخذ اطفالنا احتياجاتهم اليومية منه، ولكن  بعض الدراسات اظهرت ان زيادة تناول الزنك قد يكون لها تاثير معاكس على وظيفة جهاز المناعة.

والكمية الموصى بها من الزنك (RDI) للاطفال بحسب اعمارهم هي كما يلي:

  • من عمر سنة – 3 سنوات: 3 ملغم / يوم
  • من عمر 4-8 سنوات: 4 ملغم / يوم
  • من عمر 9-13سنة: 6 ملغم / يوم

وعادة من النادر ان يحدث نقص في عنصر الزنك في الجسم، الا في حالات سوء التغذية الشديدة او وجود حالات طبية خاصة، اذ ان مصادره الغذائية عديدة، ويمكن ان يشملها النظام الغذائي اليومي، ومن امثلتها: اللحوم الحمراء، والدواجن، والكبد، والماكولات البحرية كالمحار، والالبان ومنتجاتها، والبذور والمكسرات، والحبوب الكاملة والبقوليات كالفول والعدس. وعادة ما يتم امتصاص الزنك من مصادره الحيوانية بشكل افضل من مصادره النباتية.

ويترافق نقص عنصر الزنك في الجسم مع فقدان الشهية، وتاثر حاسة الذوق، ومشاكل تاخر في النمو لدى الاطفال، والتي قد تصل في حالات النقص الشديدة الى الاصابة بالقزمة، ومشاكل في النضوج الجنسي، ونمو الاعضاء التناسلية. بالاضافة الى تساقط الشعر والاصابة بالالتهبات الجلدية، والتهابات بالفم واللسان.

اما عن الزيادة في تناول جرعات الزنك اليومية والتي قد تكون ايضا نادرة الحدوث، فهي قد تترافق باثار جانبية تشمل الغثيان، والتقيؤ، وترك طعم غير مرغوب في الفم، بالاضافة الى تاثيره على مستويات المعادن الاخرى في الجسم كالحديد والنحاس، عن طريق اعاقة امتصاصها. وبهذا فان تناول جرعات زائدة من الزنك ولفترة الطويلة قد يترافق باعراض تشمل: فقر الدم، وضعف العظام، والحمى، والصداع، والاسهال والام البطن!

اهمية الحديد في تقوية مناعة الاطفال:

يحتاج الجسم عنصر الحديد لايصال الاكسجين الى جميع خلايا الجسم. فهو مهم جدا لتكوين الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن هذه الوظيفة. ولتعزيز مناعة الجسم ظهرت اهمية الحديد التي دعمتها العديد من الابحاث، واتضحت العلاقة ما بين كون اطفال الدول النامية الذين يعانون من نقص الحديد بشكل اكبر من غيرهم، هم معرضون بشدة لخطر الاصابة بالامراض المعدية! فالحديد يعتبرعنصر اساسي لاجل التطور الطبيعي لنظام المناعة في الجسم وتعزيز استجابته.وهو ضروري لتمايز الخلايا السليم ونموها. ويلعب دور مهم في تكوين العديد من الانزيمات واتمام مهامها، وتطوير خلايا المناعة المختلفة.

ونقص الحديد في الجسم هو النقص الغذائي  الاكثر شيوعا في انحاء العالم! فنجده يصيب الاطفال والفتيات في سن المراهقة.  ويؤدي نقص الحديد في الجسم الى انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء االتي ينتج عنها فقر الدم وما يرافقه من اعراض شحوب، ووهن، وضيق في التنفس، وضعف قدرة الجسم على مقاومة الامراض والملوثات.

والكمية اليومية الموصى بها للاطفال من الحديد (RDI) وبحسب اعمارهم، هي كما يلي:

  • من عمر سنة – 3 سنوات: 9 ملغم / يوم
  • من عمر 4-8 سنوات: 10 ملغم / يوم
  • من عمر 9-13سنة:  8 ملغم / يوم

واهم مصادر الحديد الغذائية: اللحوم الحمراء والكبد، والدواجن، والماكولات البحرية، والحبوب الكاملة والمكسرات، والخضراوات الورقية الخضار كالسبانخ والملوخية، والبقوليات كالعدس والحمص والفاصولياء، و الفواكه المجففة كالمشمش والخوخ، والزبيب.

اما عن الزيادة في كمية الحديد او ما يعرف بالتسمم بالحديد فهي حالة نادره في الجسم، وقد تحدث في حالة اخذ مكملات الحديد.