هنالك أحماض دُهنية ومواد غذائية موجودة في حليب الأم، تعتبر ضرورية لتطوّر دماغ الطفل، وهي غير موجودة في البدائل الصناعية: DHA و ARA

في هذه الفترة التي تتسم بالركود الاقتصادي وسوء الحالة المادية، تستطيع الامهات توفير الكثير من المال، وذلك من خلال الانتقال لاطعام اطفالهن بالرضاعة الطبيعية، عوضا عن اطعامهم بدائل الحليب الصناعية. لكن، وبالاضافة للتوفير المالي، يساهم هذا الامر في تحقيق الطفل ووصوله الى الحد الاقصى الممكن – مستقبلا – من القدرات الذهنية والذكاء، بالاضافة لحصوله على رؤية جيدة، ومناعة ممتازة ضد الامراض.

تفتخر احدى اكبر الشركات المنتجة لبدائل الحليب الصناعية بانها تبيع منتجاتها منذ اكثر من 70 عاما. لكن حليب الام، موجود في “الاسواق” وفي متناول يد الامهات وابنائهن منذ بدء الانسانية.

اكتشف العلماء، خلال العقود الاخيرة، ان كل ام تنتج حليبا يناسب طفلها بشكل شخصي، ويلبي احتياجاته ومتطلباته الخاصة. كما اكتشفوا ان مواصفات حليب الام تتغير من يوم ليوم وتلائم نفسها لمتطلبات الطفل الغذائية التي تتغير هي الاخرى في كل لحظة. والحقيقة ان هذا الامر، هو ما لن يقدر اي مختبر، مهما بلغ من التطور العلمي، على تقليده.

بالاضافة لذلك، تبين انه كلما رضع الطفل لفترة اطول، تزيد احتمالات نجاحه باختبارات الذكاء. والحقيقة ان السبب الذي يؤدي لذلك ليس مفهوما بشكل كامل حتى الان، الا ان العلماء يخمنون ان هنالك احماضا دهنية معينة ومواد غذائية اخرى موجودة في حليب الام، تعتبر ضرورية جدا لتطور الدماغ في بداية الحياة. اثنان من هذه الاحماض هما DHA و ARA، وهما غير موجودين في غالبية انواع بدائل الحليب الصناعية.

يمكن لحليب الام ان يمنع الافراط بالاكل، والذي من الممكن ان يؤدي الى ازدياد مخاطر واحتمالات اصابة الطفل بمرضالقلب، السكري والسرطان خلال المراحل الاكثر تاخرا من من حياته. كذلك، يقوى جهاز المناعة ويتحسن اداؤه بفضل الرضاعة الطبيعية، حيث تمنح الرضاعة الطفل حماية افضل عند التعرض للتلوث.

باستطاعة الام ايضا ان تستفيد من الرضاعة، فالرضاعة تساعدها في انقاص وزنها بشكل اسرع، وتساهم في اعادة الرحم الى وضعيته السابقة (الطبيعية) بشكل اسرع.

من المهم ان تاكل الام المرضعة الكثير من الفاكهة، الخضراوات، الحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون. كما ان استهلاك 100 مليجرام على الاقل من الكالسيوم يوميا، يشكل عاملا هاما، بالاضافة لاهمية شرب 12 كوبا من السوائل في اليوم الواحد.

تتساءل العديد من الامهات عن الفترة الامثل التي يجب عليهن خلالها ان يقمن بارضاع الطفل. هنا نقول لك ايتها الام ان الاجابة عند طفلك وحده، فهو الوحيد الذي يعرف متى عليه ان يتوقف عن الرضاعة لانه اكتفى منها. 

تنصح الاكاديمية الامريكية لطب الاطفال (AAP) بستة اشهر فقط من الرضاعة، على ان تكون الرضاعة خلال الاشهر الستة التالية نوعا من الاضافة الغذائية للطعام الصلب الذي يبدا الطفل بتناوله.

بالامكان القيام بشفط الحليب وتخزينه في عبوات خاصة، حيث يستطيع الاب او اي شخص اخر ان يشارك باطعام الطفل بمساعدة هذا الحليب المحفوظ جانبا حين لا يكون بامكان الام ان ترضع طفلها بشكل مباشر. .