يرجع اللوم على القطط فيما يتعلق بمهارات القراءة الضعيفة لدى الأطفال، هذا ما اوضحته الدراسة الاتية:

” يمكن ان تسبب القطط في غباء الاطفال “، حسبما ذكرت صحيفة الديلي تلغراف. وقد ذكر التقرير ان طفيلية تسمى التوكسوبلازما جوندي، والتي تحملها القطط، يمكن ان تؤثر على الاداء الدراسي.

والتوكسوبلازما جوندي عبارة عن طفيلي عام يمكن ان يوجد في كثير من الثدييات، بما في ذلك القطط. ويمكن ان ينتقل الطفيلي الى البشر عن طريق اتصالهم مباشرة مع وجوه القطط المصابة بالطفيلي وتلامسهم معها، او من خلال تناول الطعام والشراب الملوث.

وتعرف الاصابة بالتوكسوبلازما بداء المقوسات.

وعلى الرغم من ان داء المقوسات لا يسبب عادة اعراضا عند البالغين الاصحاء، الا ان بعض الباحثين ذكر انه قد يكون للطفيليات تاثير على المخ. فعلى سبيل المثال، دراسة 2012 التي ناقشناها والتي تتعلق بارتباط ملكية القط بالخطر المتزايد للانتحار.

وتشمل هذه الدراسة الاخيرة ما يزيد عن 1700 طفل في سن المدرسة الثانوية في الولايات المتحدة. حيث وجدت صلة بين الاصابة بالتوكسوبلازما وانخفاض النقاط في اثنين من الاختبارات الادراكية – والتي تتعلق احداهما بالقدرة على القراءة وتتعلق الاخرى بالذاكرة اللفظية.

وعلى الرغم من ذلك، لم تكن هناك اختلافات في اداء اختبارات الرياضيات او الاختبارات البصرية المكانية (القدرة على معالجة المعلومات البصرية التي تدور حول مواضع الاشياء. وفي حين اخذ الباحثون في عين الاعتبار بعض العوامل التي يمكن ان تؤثر على النتائج، مثل دخل الاسرة، فان ازالة اثارها تماما من المرجح ان يكون صعبا.

ولا تقيم الدراسة كيفية تعرض الاطفال للتوكسوبلازما – سواء عن طريق القطط او الاغذية الملوثة. وعموما، لا ينبغي ان تشكل هذه الدراسة ناقوس خطر لا مبرر له بين الاسر التي لديها قطط. وبغض النظر عن نتائج هذه الدراسة، فان النظافة الجيدة فيما يتعلق بالحيوانات الاليفة للاسرة هي دائما فكرة جيدة. وينصح النساء الحوامل بالفعل بتجنب وجوه القطط للحد من فرص نقل العدوى الى الطفل الذي لم يولد بعد.

 حول فوائد  الرضاعة الطبيعية للطفل وذكاء الطفل!

من اين نشات القصة؟

وقد اجرى هذه الدراسة باحثون من جامعة ولاية ايوا وجامعة فلوريدا الدولية. ولم تتلق هذه الدراسة تمويلا خاصا.

وقد تم نشر هذه الدراسة في الصحيفة الطبية لمراجعة الاقران فيما يتعلق بعلم الطفيليات.

وفضلا عن ورود العنوان الرئيسي على غير العادة، فان العنوان الرئيسي في صحيفة التلغراف اكثر حذرا من بعض نصوص المقال. ولا يمكن لهذه الدراسة ان تثبت السبب والنتيجة، والعنوان الرئيسي يتحدث بشكل مناسب عن كون الطفيل “مرتبطا” بصعوبات التعلم، ولكن يقول المقال ان “القطط يمكن ان تجعل الاطفال اغبياء”.

هل تحتوي المقالة على تنبيه من المؤلف للاحتراس والانتباه الى ان الدراسات الطولية مطلوبة.

ومن الجدير بالذكر ان التقارير التي لميل على الانترنت دقيقة وتقدم معلومات ذات خلفية مفيدة عن داء المقوسات. 

ما نوع هذا البحث؟

هذه الدراسة عبارة عن دراسة مستعرضة شاملة تبحث في ما اذا كانت الاصابة بالطفيلي توكسوبلازما غوندي ترتبط بضعف الاداء المعرفي لدى الاطفال في سن المدرسة ام لا ترتبط.

والتوكسوبلازما هو طفيل وحيد الخلية يقال انه يصيب نحو ثلث سكان العالم. وكما لوحظ في الاخبار، فانه يمكن ان تحمله القطط وتنتقل الى الانسان عن طريق الاتصال مع وجه القطط المصابة بالطفيل. ويمكن ايضا ان تنتقل عن طريق شرب المياه الملوثة، وتناول اللحوم الملوثة غير المطبوخة جيدا او الخضار غير المغسولة او من خلال الام الى الطفل.

ويمكن ان يسبب طفيل التوكسوبلازما امراضا خطيرة اذا انتقلت من المراة الحامل الى جنينها، او لدى الناس الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة. وعلى الرغم من ذلك، لا يسبب الطفيل في معظم الاشخاص ذوي الجهاز المناعي الصحي المصابين بالعدوى اعراضا ملحوظة، وتعتبر العدوى “كامنة” او غير نشطة.

ويوجد بعض الاقتراحات، على الرغم من ذلك، والتي تفيد بان العدوى يمكن ان تسبب تغيرات سلوكية او معرفية اكثر دهاءا والتي لا تعزى حاليا الى الاصابة. ولم تتعرض اية دراسات في اي وقت مضى للبحث في هذا الاحتمال لدى الاطفال، لذلك اراد الباحثون معرفة ما اذا كان الاطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما سيظهرون اداء ادراكي مختلفا عن الاطفال غير المصابين بالطفيل.

ولا يمكن ان يخبرنا هذا النوع من الدراسة المستعرضة الشاملة الا عما اذا كانت الخصائص المعينة (لوظيفة الادراك/المعرفة في هذه الحالة) تختلف في انواع معينة من الناس (اولئك المصابون بالطفيل في هذه الحالة او غير المصابين به). وبما انها لا تقيم ايا من العوامل يظهر اولا، فلا نستطيع ان نقول على وجه اليقين ان العدوى يمكن ان يحتمل ان تسبب اي اختلافات. ونحن بحاجة الى معرفة ما اذا كان الاداء المعرفي للاطفال يختلف قبل الاصابة او بعد او بعدها. 
 

ما الذي تتضمنه الابحاث؟

استخدم الباحثون بيانات من دراسات مستعرضة شاملة وجارية تسمى استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية. وما تجدر الاشارة اليه انه من بين التقييمات الاخرى، اختبرت هذه الدراسة الاطفال في الولايات المتحدة الذين تتراوح اعمارهم بين 12 الى 16 سنة فيما يتعلق باشارات الاصابة بعدوى التوكسوبلازما، وكذلك اختبرت قدراتهم المعرفية. ومن ثم قارنوا نتائج الاختبارات المعرفية بين اولئك الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما والذين لا يعانون من الاصابة بها.

وقد اختار استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية ممثلين عينة من سكان الولايات المتحدة اجمالا. وقد تم جمع البيانات التي تم تحليلها في الدراسة الحالية بين عامي 1988 و 1994، كجزء من الدراسة الثالثة لاستقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية. وقد تم اختبار الاطفال لمستوى معين من الاجسام المضادة للتوكسوبلازما، والتي اشارت الى انهم قد اصيبوا بالعدوى في مرحلة ما. كما تم اختبار عينات الدم ايضا للتحقق من وجود الاجسام المضادة لمقاومة الاشكال الاخرى من العدوى (مثل الالتهاب الكبدي الوبائي بفيروس بي و سي او فيروسات الهربس)، وبالنسبة لمستويات الفيتامينات المختلفة. كما جمع استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية معلومات اخرى، على سبيل المثال دخل الاسرة والانتماء العرقي.

وقد انهى الاطفال اختبارات القراءة القياسية واختبارات الرياضيات، واختبارات تقييم التفكير بالاضافة الى الجوانب المختلفة للذاكرة والوظائف الادراكية/المعرفية  الاخرى. ولم يتم ادراج الاطفال ذوي صعوبات/عوائق في التعلم في الدراسة الحالية. وقد حلل الباحثون ما اذا كان الاطفال الذين يوجد دليل واضح على اصابتهم بالتوكسوبلازما يختلفون في نتائج الاختبار المعرفية/ الادراكية عن اولئك الذين ليس لديهم دليل واضح على الاصابة بالعدوى. وقد اخذوا في الاعتبار العوامل التي يمكن ان تؤثر على النتائج (مثل الارتباك المحتمل)، كما نظروا ايضا في ما اذا كانت النتائج تختلف في البنين عن البنات، او عند هؤلاء الذين لديهم مستويات مختلفة من الفيتامينات في الدم.

 

ما هي النتائج الاساسية؟

قام الباحثون بتحليل البيانات لعدد 1755 طفل. وقد وجد الباحثون ان 7.7٪ من الاطفال قد اظهروا ادلة على انهم تعرضوا للاصابة بعدوى التوكسوبلازما. ومن المحتمل بقدر كبير ان يكون الاطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما من عائلات لم تكن الانجليزية هي اللغة الرئيسية لها فضلا عن وجود اشارات تدل على اصابتهم بانواع اخرى من العدوى. كما انهم يميلون ايضا الى ان يكونوا فقراء.

وبما ان التعرض للاصابة بالتوكسوبلازما كان مرتبطا بالنقاط الضعيفة لمهارات القراءة والنقاط الضعيفة للذاكرة اللفظية، بعد تعديل الارباك المحتمل. لم يكن هناك علاقة بين الاصابة بالتوكسوبلازما والرياضيات او التفكير البصري المكاني في هذه التحليلات المعدلة.

ويبدو ان عدوى التوكسوبلازما ترتبط بالاختلاف الاكبر في الذاكرة اللفظية عند الاطفال مع تركيزات فيتامين اي المنخفض في دمهم. ولا يبدو ان ايا من تركيزات الفيتامينات الاخرى او بين الجنسين تؤثر على الارتباط.

 
كيف يفسر الباحثون النتائج؟

وخلص الباحثون الى ان: “التوكسوبلازما ايجابية المصل قد ترتبط باعاقات القراءة والذاكرة لدى الاطفال في سن المدرسة”، وانه يبدو “مصل فيتامين اي يعمل على تعديل العلاقة”.

الخاتمة

اكتشفت هذه الدراسة المستعرضة الشاملة وجود علاقة بين الاصابة بالتوكسوبلازما لدى الاطفال في سن المدرسة الثانوية في الولايات المتحدة وبعض تدابير الوظائف المعرفية / الادراكية (القراءة والذاكرة اللفظية)، دون غيرها (كالرياضيات او التفكير البصري المكاني).

وقد شملت الدراسة عينة وطنية كبيرة نسبيا (اكثر من 1700طفل)، والذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا ممثلين لسكان الولايات المتحدة اجمالا. وتتمثل القيود الرئيسية للدراسة في التصميم المتعرض الشامل. كما يلاحظ المؤلف، وهذا يعني انه لا يمكن اثبات ان الاصابة بفيروس التوكسوبلازما كان موجودا قبل اي اختلافات في وظيفة الادراك/المعرفة. وبالتالي،لا يمكن استخلاص استنتاجات حول ما اذا كانت التوكسوبلازما هي السبب المباشر في حدوث الاختلافات التي نراها اغم لا.  وبالتالي تستدعي الحاجة اجراء دراسات المجموعات المنغلقة حاجة لتحقيق فهم افضل لما اذا كان من الممكن ان يكون الارتباط بسبب التاثير المباشر للتوكسوبلازما.

وبالاضافة الى ذلك، فانه على الرغم من اخذ الباحثون في اعتبارهم للعوامل المختلفة التي قد تؤثر على النتائج، فان هذا قد لا يزيل اثارها بشكل تام. فعلى سبيل المثال، يميل الاطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما الى الانحدار من اسر فقيرة. وبما ان الباحثون قد وضعوا في اعتبارهم مقياسا واحدا والذي يتمثل في الوضع الاجتماعي الاقتصادي (دخل الاسرة)، فان ازالة اثره تماما من المرجح ان يكون صعبا.

وقد قام الباحثون ايضا بالكثير من التحليلات، ول تكن جميعها ذات دلالة احصائية ملحوظة. وعندما يتم القيام بالكثير من الاختبارات الهامة، فسوف لا يجد البعض الارتباط الا عن طريق الصدفة فقط. وايضا، في حين ان هناك ارتباط بين التوكسوبلازما وبعض نتائج الاختبارات المعرفية، الا انه ليس هناك ارتباط بالنسبة للاختبارات الاخرى.

ولا ينبغي ان تدق هذه الدراسة ناقوس الخطر الذي لا مبرر له بين الاسر التي لديها قطط، حيث انه ليس من الممكن ان نقول على وجه اليقين ان التوكسوبلازما هي السبب وراء الاختلافات التي رايناها. وبغض النظر عن نتائج هذه الدراسة، فان النظافة الصحية الجيدة فيما يتعلق بالحيوانات الاليفة للاسرة هي دائما فكرة جيدة. وينصح النساء الحوامل بالفعل بتجنب وجوه القطط لتقليل فرص اصابتهم بفيروس التوكسوبلازما ونقله الى الجنين.

وقد يكون لملكية الحيوانات الاليفة فوائد، مثل تعزيز نوعية حياة الطفل وتعليمهم ما يدور حول مفهوم المسؤولية. ومن المهم تعزيز قواعد النظافة الصحية الجيدة التي تتعلق بالحيوانات الاليفة، مثل البقاء بعيدا عن اي مخلفات للحيوانات بالاضافة الى غسل ايديهم بعد التعامل مع الحيوانات الاليفة، وخاصة قبل تناول الطعام.

يرجع اللوم على القطط فيما يتعلق بمهارات القراءة الضعيفة لدى الأطفال، هذا ما اوضحته الدراسة الاتية:

” يمكن ان تسبب القطط في غباء الاطفال “، حسبما ذكرت صحيفة الديلي تلغراف. وقد ذكر التقرير ان طفيلية تسمى التوكسوبلازما جوندي، والتي تحملها القطط، يمكن ان تؤثر على الاداء الدراسي.

والتوكسوبلازما جوندي عبارة عن طفيلي عام يمكن ان يوجد في كثير من الثدييات، بما في ذلك القطط. ويمكن ان ينتقل الطفيلي الى البشر عن طريق اتصالهم مباشرة مع وجوه القطط المصابة بالطفيلي وتلامسهم معها، او من خلال تناول الطعام والشراب الملوث.

وتعرف الاصابة بالتوكسوبلازما بداء المقوسات.

وعلى الرغم من ان داء المقوسات لا يسبب عادة اعراضا عند البالغين الاصحاء، الا ان بعض الباحثين ذكر انه قد يكون للطفيليات تاثير على المخ. فعلى سبيل المثال، دراسة 2012 التي ناقشناها والتي تتعلق بارتباط ملكية القط بالخطر المتزايد للانتحار.

وتشمل هذه الدراسة الاخيرة ما يزيد عن 1700 طفل في سن المدرسة الثانوية في الولايات المتحدة. حيث وجدت صلة بين الاصابة بالتوكسوبلازما وانخفاض النقاط في اثنين من الاختبارات الادراكية – والتي تتعلق احداهما بالقدرة على القراءة وتتعلق الاخرى بالذاكرة اللفظية.

وعلى الرغم من ذلك، لم تكن هناك اختلافات في اداء اختبارات الرياضيات او الاختبارات البصرية المكانية (القدرة على معالجة المعلومات البصرية التي تدور حول مواضع الاشياء. وفي حين اخذ الباحثون في عين الاعتبار بعض العوامل التي يمكن ان تؤثر على النتائج، مثل دخل الاسرة، فان ازالة اثارها تماما من المرجح ان يكون صعبا.

ولا تقيم الدراسة كيفية تعرض الاطفال للتوكسوبلازما – سواء عن طريق القطط او الاغذية الملوثة. وعموما، لا ينبغي ان تشكل هذه الدراسة ناقوس خطر لا مبرر له بين الاسر التي لديها قطط. وبغض النظر عن نتائج هذه الدراسة، فان النظافة الجيدة فيما يتعلق بالحيوانات الاليفة للاسرة هي دائما فكرة جيدة. وينصح النساء الحوامل بالفعل بتجنب وجوه القطط للحد من فرص نقل العدوى الى الطفل الذي لم يولد بعد.

 حول فوائد  الرضاعة الطبيعية للطفل وذكاء الطفل!

من اين نشات القصة؟

وقد اجرى هذه الدراسة باحثون من جامعة ولاية ايوا وجامعة فلوريدا الدولية. ولم تتلق هذه الدراسة تمويلا خاصا.

وقد تم نشر هذه الدراسة في الصحيفة الطبية لمراجعة الاقران فيما يتعلق بعلم الطفيليات.

وفضلا عن ورود العنوان الرئيسي على غير العادة، فان العنوان الرئيسي في صحيفة التلغراف اكثر حذرا من بعض نصوص المقال. ولا يمكن لهذه الدراسة ان تثبت السبب والنتيجة، والعنوان الرئيسي يتحدث بشكل مناسب عن كون الطفيل “مرتبطا” بصعوبات التعلم، ولكن يقول المقال ان “القطط يمكن ان تجعل الاطفال اغبياء”.

هل تحتوي المقالة على تنبيه من المؤلف للاحتراس والانتباه الى ان الدراسات الطولية مطلوبة.

ومن الجدير بالذكر ان التقارير التي لميل على الانترنت دقيقة وتقدم معلومات ذات خلفية مفيدة عن داء المقوسات. 

ما نوع هذا البحث؟

هذه الدراسة عبارة عن دراسة مستعرضة شاملة تبحث في ما اذا كانت الاصابة بالطفيلي توكسوبلازما غوندي ترتبط بضعف الاداء المعرفي لدى الاطفال في سن المدرسة ام لا ترتبط.

والتوكسوبلازما هو طفيل وحيد الخلية يقال انه يصيب نحو ثلث سكان العالم. وكما لوحظ في الاخبار، فانه يمكن ان تحمله القطط وتنتقل الى الانسان عن طريق الاتصال مع وجه القطط المصابة بالطفيل. ويمكن ايضا ان تنتقل عن طريق شرب المياه الملوثة، وتناول اللحوم الملوثة غير المطبوخة جيدا او الخضار غير المغسولة او من خلال الام الى الطفل.

ويمكن ان يسبب طفيل التوكسوبلازما امراضا خطيرة اذا انتقلت من المراة الحامل الى جنينها، او لدى الناس الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة. وعلى الرغم من ذلك، لا يسبب الطفيل في معظم الاشخاص ذوي الجهاز المناعي الصحي المصابين بالعدوى اعراضا ملحوظة، وتعتبر العدوى “كامنة” او غير نشطة.

ويوجد بعض الاقتراحات، على الرغم من ذلك، والتي تفيد بان العدوى يمكن ان تسبب تغيرات سلوكية او معرفية اكثر دهاءا والتي لا تعزى حاليا الى الاصابة. ولم تتعرض اية دراسات في اي وقت مضى للبحث في هذا الاحتمال لدى الاطفال، لذلك اراد الباحثون معرفة ما اذا كان الاطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما سيظهرون اداء ادراكي مختلفا عن الاطفال غير المصابين بالطفيل.

ولا يمكن ان يخبرنا هذا النوع من الدراسة المستعرضة الشاملة الا عما اذا كانت الخصائص المعينة (لوظيفة الادراك/المعرفة في هذه الحالة) تختلف في انواع معينة من الناس (اولئك المصابون بالطفيل في هذه الحالة او غير المصابين به). وبما انها لا تقيم ايا من العوامل يظهر اولا، فلا نستطيع ان نقول على وجه اليقين ان العدوى يمكن ان يحتمل ان تسبب اي اختلافات. ونحن بحاجة الى معرفة ما اذا كان الاداء المعرفي للاطفال يختلف قبل الاصابة او بعد او بعدها. 
 

ما الذي تتضمنه الابحاث؟

استخدم الباحثون بيانات من دراسات مستعرضة شاملة وجارية تسمى استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية. وما تجدر الاشارة اليه انه من بين التقييمات الاخرى، اختبرت هذه الدراسة الاطفال في الولايات المتحدة الذين تتراوح اعمارهم بين 12 الى 16 سنة فيما يتعلق باشارات الاصابة بعدوى التوكسوبلازما، وكذلك اختبرت قدراتهم المعرفية. ومن ثم قارنوا نتائج الاختبارات المعرفية بين اولئك الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما والذين لا يعانون من الاصابة بها.

وقد اختار استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية ممثلين عينة من سكان الولايات المتحدة اجمالا. وقد تم جمع البيانات التي تم تحليلها في الدراسة الحالية بين عامي 1988 و 1994، كجزء من الدراسة الثالثة لاستقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية. وقد تم اختبار الاطفال لمستوى معين من الاجسام المضادة للتوكسوبلازما، والتي اشارت الى انهم قد اصيبوا بالعدوى في مرحلة ما. كما تم اختبار عينات الدم ايضا للتحقق من وجود الاجسام المضادة لمقاومة الاشكال الاخرى من العدوى (مثل الالتهاب الكبدي الوبائي بفيروس بي و سي او فيروسات الهربس)، وبالنسبة لمستويات الفيتامينات المختلفة. كما جمع استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية معلومات اخرى، على سبيل المثال دخل الاسرة والانتماء العرقي.

وقد انهى الاطفال اختبارات القراءة القياسية واختبارات الرياضيات، واختبارات تقييم التفكير بالاضافة الى الجوانب المختلفة للذاكرة والوظائف الادراكية/المعرفية  الاخرى. ولم يتم ادراج الاطفال ذوي صعوبات/عوائق في التعلم في الدراسة الحالية. وقد حلل الباحثون ما اذا كان الاطفال الذين يوجد دليل واضح على اصابتهم بالتوكسوبلازما يختلفون في نتائج الاختبار المعرفية/ الادراكية عن اولئك الذين ليس لديهم دليل واضح على الاصابة بالعدوى. وقد اخذوا في الاعتبار العوامل التي يمكن ان تؤثر على النتائج (مثل الارتباك المحتمل)، كما نظروا ايضا في ما اذا كانت النتائج تختلف في البنين عن البنات، او عند هؤلاء الذين لديهم مستويات مختلفة من الفيتامينات في الدم.

 

ما هي النتائج الاساسية؟

قام الباحثون بتحليل البيانات لعدد 1755 طفل. وقد وجد الباحثون ان 7.7٪ من الاطفال قد اظهروا ادلة على انهم تعرضوا للاصابة بعدوى التوكسوبلازما. ومن المحتمل بقدر كبير ان يكون الاطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما من عائلات لم تكن الانجليزية هي اللغة الرئيسية لها فضلا عن وجود اشارات تدل على اصابتهم بانواع اخرى من العدوى. كما انهم يميلون ايضا الى ان يكونوا فقراء.

وبما ان التعرض للاصابة بالتوكسوبلازما كان مرتبطا بالنقاط الضعيفة لمهارات القراءة والنقاط الضعيفة للذاكرة اللفظية، بعد تعديل الارباك المحتمل. لم يكن هناك علاقة بين الاصابة بالتوكسوبلازما والرياضيات او التفكير البصري المكاني في هذه التحليلات المعدلة.

ويبدو ان عدوى التوكسوبلازما ترتبط بالاختلاف الاكبر في الذاكرة اللفظية عند الاطفال مع تركيزات فيتامين اي المنخفض في دمهم. ولا يبدو ان ايا من تركيزات الفيتامينات الاخرى او بين الجنسين تؤثر على الارتباط.

 
كيف يفسر الباحثون النتائج؟

وخلص الباحثون الى ان: “التوكسوبلازما ايجابية المصل قد ترتبط باعاقات القراءة والذاكرة لدى الاطفال في سن المدرسة”، وانه يبدو “مصل فيتامين اي يعمل على تعديل العلاقة”.

الخاتمة

اكتشفت هذه الدراسة المستعرضة الشاملة وجود علاقة بين الاصابة بالتوكسوبلازما لدى الاطفال في سن المدرسة الثانوية في الولايات المتحدة وبعض تدابير الوظائف المعرفية / الادراكية (القراءة والذاكرة اللفظية)، دون غيرها (كالرياضيات او التفكير البصري المكاني).

وقد شملت الدراسة عينة وطنية كبيرة نسبيا (اكثر من 1700طفل)، والذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا ممثلين لسكان الولايات المتحدة اجمالا. وتتمثل القيود الرئيسية للدراسة في التصميم المتعرض الشامل. كما يلاحظ المؤلف، وهذا يعني انه لا يمكن اثبات ان الاصابة بفيروس التوكسوبلازما كان موجودا قبل اي اختلافات في وظيفة الادراك/المعرفة. وبالتالي،لا يمكن استخلاص استنتاجات حول ما اذا كانت التوكسوبلازما هي السبب المباشر في حدوث الاختلافات التي نراها اغم لا.  وبالتالي تستدعي الحاجة اجراء دراسات المجموعات المنغلقة حاجة لتحقيق فهم افضل لما اذا كان من الممكن ان يكون الارتباط بسبب التاثير المباشر للتوكسوبلازما.

وبالاضافة الى ذلك، فانه على الرغم من اخذ الباحثون في اعتبارهم للعوامل المختلفة التي قد تؤثر على النتائج، فان هذا قد لا يزيل اثارها بشكل تام. فعلى سبيل المثال، يميل الاطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما الى الانحدار من اسر فقيرة. وبما ان الباحثون قد وضعوا في اعتبارهم مقياسا واحدا والذي يتمثل في الوضع الاجتماعي الاقتصادي (دخل الاسرة)، فان ازالة اثره تماما من المرجح ان يكون صعبا.

وقد قام الباحثون ايضا بالكثير من التحليلات، ول تكن جميعها ذات دلالة احصائية ملحوظة. وعندما يتم القيام بالكثير من الاختبارات الهامة، فسوف لا يجد البعض الارتباط الا عن طريق الصدفة فقط. وايضا، في حين ان هناك ارتباط بين التوكسوبلازما وبعض نتائج الاختبارات المعرفية، الا انه ليس هناك ارتباط بالنسبة للاختبارات الاخرى.

ولا ينبغي ان تدق هذه الدراسة ناقوس الخطر الذي لا مبرر له بين الاسر التي لديها قطط، حيث انه ليس من الممكن ان نقول على وجه اليقين ان التوكسوبلازما هي السبب وراء الاختلافات التي رايناها. وبغض النظر عن نتائج هذه الدراسة، فان النظافة الصحية الجيدة فيما يتعلق بالحيوانات الاليفة للاسرة هي دائما فكرة جيدة. وينصح النساء الحوامل بالفعل بتجنب وجوه القطط لتقليل فرص اصابتهم بفيروس التوكسوبلازما ونقله الى الجنين.

وقد يكون لملكية الحيوانات الاليفة فوائد، مثل تعزيز نوعية حياة الطفل وتعليمهم ما يدور حول مفهوم المسؤولية. ومن المهم تعزيز قواعد النظافة الصحية الجيدة التي تتعلق بالحيوانات الاليفة، مثل البقاء بعيدا عن اي مخلفات للحيوانات بالاضافة الى غسل ايديهم بعد التعامل مع الحيوانات الاليفة، وخاصة قبل تناول الطعام.