هناك حاجة إلى لقاحٍ فعال، لوقف انتشار جائحة فيروس كورونا المُسبِّب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من النوع الثاني، الذي يُعرف اختصارًا باسم “سارس-كوف-2” SARS-CoV-2. ويعكف باحثو هذه الدراسة على اختبار لقاح معروف باسم BNT162b1، لمكافحة مرض “كوفيد-19” الذي يسببه الفيروس، وهو لقاحٌ مُعَد في صورة جسيماتٍ نانوية دهنية، يقوم على حمضٍ نووي ريبي مرسال مُعدَّل النيوكليوسيدات، ويُرمِّز نطاق الارتباط بالمستَقبِل في البروتين الشوكي الخاص بالفيروس.

وقد أفاد الباحثون مؤخرًا بالبيانات الخاصة بأمان ذلك اللقاح، وقدرة البشر على تحمُّل آثاره الجانبية، واستجابة الأجسام المضادة التي يحفزها، من نتائج خرجوا بها من المرحلتين الأولى والثانية لتجربةٍ إكلينيكية جارية لاختبار اللقاح، وهي تجربة مُعمَّاة بالنسبة إلى المشاركين والملاحظين، تتضمن مجموعة مقارنة تتلقى عقارًا وهميًّا.

أمَّا هنا في هذا البحث المنشور، فيستعرض الباحثون استجابات كل من الخلايا التائية، والأجسام المضادة، بعد إعطاء اللقاح لأفرادٍ بالغين أصحاء، تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا، ضمن المرحلتين الأولى والثانية من تجربةٍ إكلينيكية ثانية غير عشوائية، لم تُخْفَ فيها ماهية اللقاح عن المشاركين، أو الباحثين. وقد تبيَّن أنَّ إعطاء المشاركين جرعتين من اللقاح، يتراوح وزنهما من ميكروجرام واحد إلى 50 ميكروجرامًا قد حفز لديهم استجابةً قوية من الأجسام المضادة، وكذلك من الخلايا التائية من نوعي +CD4، و+CD8. ولوحِظَ كذلك لديهم ارتفاعٌ واضح في مستويات تركيز الجسم المضاد IgG، الذي يرتبط بنطاق الارتباط بالمستقبِل، مقارنةً بمستويات هذا الجسم المضاد في أمصال الدماء المأخوذة من مجموعة أتراب متعافين من مرض “كوفيد-19”. وفي اليوم الثالث والأربعين، تبيَّن أنَّ المتوسط الهندسي للتركيز المعايَر للأجسام المضادة المُحيِّدة للفيروس في أمصال دماء المشاركين يزيد بمقدار يتراوح بين 0.7 مرة (مع الجرعة البالغ وزنها ميكروجرامًا واحدًا)، و3.5 مرة (مع الجرعة البالغ وزنها 50 ميكروجرامًا)، عنه في أمصال دماء المتعافين.

وقد حيَّدت أمصال دماء من تلقوا اللقاح مجموعةً كبيرة من الفيروسات الزائفة التي تحتوي على تغيراتٍ متنوعة في البروتين الشوكي لفيروس “سارس-كوف-2”. كما لُوحِظَت لدى معظم المشاركين استجابات مناعية للخلايا التائية، تزيد فيها مستويات الخلايا التائية المساعِدة من النوع الأول (TH1)، مقارنةً بغيرها، مع وجود زيادةٍ في أعداد الخلايا التائية المستهدِفة لنطاق الارتباط بالمُستقبِل من نوعي+CD4، و+CD8، كما أنتجت نسبةٌ كبيرة من هذين النوعين الأخيرين من الخلايا السيتوكين المعروف باسم “إنترفيرون-جاما” Interferon-γ.

وبهذا، فإنَّ ما يحفزه لقاح BNT162b1 القائم على الحمض النووي الريبي المرسال من استجاباتٍ قوية من الأجسام المضادة لنطاق الارتباط بالمستقبِل، ومن الخلايا التائية، إلى جانب الاستجابات المفيدة التي يستحثها من السيتوكينات، يشير إلى قدرته على الحماية من مرض “كوفيد-19” عبر آلياتٍ مفيدة متعددة.

الراعي

اشترك الآن في نشرة العلوم من “نيتشر الطبعة العربية”.. كل ما هو مهم في العلوم يصل إلى بريدك الإلكتروني أسبوعيًا مجانًا.

جولة لا غنى عنها في أخبار العلوم، والآراء، والتحليلات، تصل إلى بريدك الإلكتروني كل أسبوع.

المصدر: https://arabicedition.nature.com/journal/2020/10/s41586-020-2814-7/%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AD-BNT162b1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AF-%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B6-%C2%AB%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-19%C2%BB-%D9%8A%D8%AD%D9%81%D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%8D-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9