تشير نتائجُ الدراسات الكيميائية والحيوانية ودراسات زراعة الخلايا إلى أنَّ المواد المضادَّة للأكسدة قد تبطئ، أو ربَّما تمنع حدوث السرطان؛ غير أنَّ معلومات التجارب السريرية الأخيرة تبدو أقلَّ وضوحاً. كما أظهرت تجاربُ سريريةٌ عشوائية كبيرَة في السنوات الأخيرة نتائج غيرَ متماثلة.
ماذا أظهرت التجارب السريرية الكبيرة التي نُشرت سابقاً؟
أظهرت خمس تجارب سريرية نُشرت في التسعينيات نتائجَ مختلفة حولَ تأثير المواد المضادَّة للأكسدة في السرطان، حيث أُجريت الدراساتُ حول تأثير المواد المضادَّة للأكسدة ومادَّة بيتا – كاروتين في مجموعات مختلفة من مرضى السرطان. ولكن يختلف تأثيرُ البيتا – كاروتين من مريض لآخر. وتتلخَّص نتائج الدراسات فيما يلي:
ولا تزال هناك تجارب سريرية واسعة النطاق تَدرس أثرَ مضادَّات الأكسدة في السرطان.
كيف يمكن لمضادَّات الأكسدة أن تقي من السرطان؟
الموادُّ المضادَّة للأكسدة تعدِّل الجذورَ الحرَّة التي تنتج عن العمليَّات الطبيعية الحادثة في الخلايا. والجذورُ الحرَّة هي جزيئاتٌ تحوي قشرةً غير مكتملة من الإلكترونات، ممَّا يجعلها أكثر تفاعلاً من الناحية الكيميائيَّة من تلك التي تحوي قشرة إلكترونية كاملة. كما يمكن أن يؤدِّي التعرُّض لعوامل بيئية مختلفة، بما في ذلك دخانُ التبغ والإشعاع، إلى تشكيل الجذور الحرَّة. ويعدُّ الأكسجين هو المكوِّن الأكثر شيوعاً للجذور الحرَّة عند البشر.
عندما تصبح جزيئةُ الأكسجين مشحونةً كهربائياً أو “بشكل جذر”، تحاول سرقةَ إلكترونات من الجزيئات الأخرى، ممَّا يؤدِّي إلى الإضرار بالحمض النووي الوراثي DNA والجزيئات الأخرى. وقد تصعب معالجة هذا الضرر مع مرور الوقت، وهذا ما يسبِّب إصابةَ الشخص ببعض الأمراض، بما فيها مرضُ السرطان. وغالباً ما تُوصف مضادَّاتُ الأكسدة بأنَّها “كانِسة” للجذور الحرَّة، وهذا يعني أنَّها تحدُّ من الشحنات الكهربائية، وتمنع الجذور الحرَّة من أخذ الإلكترونات من الجزيئات الأخرى