هل يمكن للرضاعة الطبيعية ان تقلل من إحتمالات السمنة, عند بلوغ الاطفال سن المراهقة؟
 
اظهرت دراسة اجريت مؤخرا, ونشرت في المجلة العلمية Journal of American Medical Association, ان الرضاعة الطبيعية للاطفال تقلل من احتمالات السمنة عند بلوغهم سن المراهقة.

قام الباحثون بجمع بيانات بخصوص 15,000 طفل وطفلة, تتراوح اعمارهم بين سن 9 و14 سنة, وامهاتهم. تبين ان احتمالات الاصابة بالسمنة في سن المراهقة اقل بـ 22% لدى الاطفال الذين تغذوا من حليب الام بالرضاعة الطبيعية, مقارنة بالاطفال الذين تلقوا بدائل لحليب الام في الستة اشهر الاولى من حياتهم. وكلما تلقى الطفل الرضاعة الطبيعية لفترة اطول, كان التاثير الوقائي من خطر السمنة اكبر.

وحسب هذه المعطيات, صرح الباحثون بانه يمكن ادراج عدم الرضاعة الطبيعية في الطفولة, الى قائمة عوامل الخطر للسمنة في سن المراهقة والتي تشمل مشاهدة التلفاز, تناول الاطعمة الغنية بالسعرات الحرارية وعدم ممارسة الرياضة. لقد اظهرت العديد من الدراسات ان الرضاعة الطبيعية ضرورية لبناء العلاقة العاطفية بين الام والرضيع, اضافة الى الدور الذي تلعبه في نمو الدماغ, منع الامراض العدوائية, الاستجاباتالارجية ومرض الربو.

يجهل الباحثون السبب الذي يجعل الرضاعة الطبيعية عاملا يقلل من خطر السمنة, الا انه توجد عدد من الفرضيات بخصوص الاليات السلوكية والبيولوجية. احدى الفرضيات تقول بان الاهل الذين يغذون طفلهم بواسطة قنينة حليب, يتحكمون بالكمية التي ياكلها الطفل وبكيفية اكله. بينما, تكون الام المرضعة اكثر الماما بحاجات طفلها وذلك بالاشارات التي يظهرها عندما يشعر بالجوع.

فرضية اخرى, تقول بان حليب الام يؤدي الى افراز كمية اقل من الانسولين مقارنة ببدائل حليب الام. الامر الذي قد يؤثر مستقبلا على عمليات الايض وتراكم الدهون في جسم الطفل.

في نفس العدد, تم نشر دراسة اخرى, تزعم بعدم وجود تاثير وقائي للرضاعة من خطر السمنة في مرحلة الطفولة المبكرة.

اجري البحث المناقض, على مجموعة اصغر شملت 2685, تتراوح اعمارهم بين 3-5 سنوات. قام الباحثون بحساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) للاطفال, وقاموا ايضا بجمع معطيات بخصوص نوع الغذاء الرئيسي الذي تلقاه هؤلاء الاطفال, الا انهم لم ينجحوا في العثور على انخفاض ذو دلالة احصائية في خطر الاصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة المبكرة كنتيجة لتلقي الرضاعة الطبيعية.

على الرغم من ذلك, العامل الرئيسي الذي قد يتنبا بقيمة مؤشر كتلة الجسم للطفل, واحتمالات اصابته بالسمنة, هو مؤشر كتلة الجسم لدى الام. اذا كانت الام تعاني من السمنة, بحيث ان مؤشر كتلة الجسم لديها يتراوح بين 25 و30, تكون احتمالات الطفل بان يعاني من السمنة اكبر بـ 3 مرات. 

ينسب محرر جريدة JAMA هذا التناقض بين البحثين, الى حقيقة ان احدهما اجري على مجموعة اصغر, ولذلك فانه لا يمكن ايجاد فروق ذات دلالة احصائية. كما انه يشير الى ان الدراسات التي اجريت على الحيوانات اظهرت تاثيرات في مراحل متاخرة من عمر الحيوان.

حتى ان كانت الرضاعة الطبيعية تحوي تاثير ايجابي ضئيل على الوزن, فان ذلك يعتبر بمثابة اخبار جيدة. لاننا نملك القليل من وسائل الوقاية من اخطار السمنة, وعلى الرغم من حقيقة عدم قدرة الرضاعة على منع حالات السمنة, من المؤكد ان هذه النتائج تشكل بداية جيدة.