قد يزداد مستوى سكر الدم ازدياداً كبيراً أو ينقص نقصاً شديداً لدى المصابين بالسكري في سياق سعيهم لضبط مستوى سكر الدم لديهم. وينبغي على المصابين بالسكري الانتباه بجدية لكل من زيادة مستوى سكر الدم ونقص مستوى سكر الدم لديهم. ولحسن الحظ، فإن بإمكان المصابين بالسكري أن يستعيدوا ضبط سكر الدم لديهم بعد ذلك. 

تنتج زيادة سكر الدم عن تناول المصاب بالسكري لكمية كبيرة من الأطعمة والمأكولات السكريّة الحلوة، أو عدم تناول الأدوية وعند إصابته بمرض آخر. إذا لم يتم معالجة زيادة سكر الدم فقد يصاب المصاب بالسكري بالغيبوبة. 

تشمل بعض علامات زيادة السكر في الدم:

    • جفاف الحلق
    • العطش

  • التبول المتكرر
  • تغيُّم الرؤية

  • التعب أو الدوار
  • فقدان الوزن

وينبغي على المصاب بالسكري حين يرتفع مستوى السكر في دمه أن يشرب الماء أو السوائل الخالية من السكر. وأن يقيس مستوى سكر الدم لديه، وأن يلتزم بالنظام الغذائي المصمم له. فإذا لم ينخفض مستوى السكر لديه، وجب عليه أن يتصل بالطبيب. إذ سيطلعه الطبيب على مستوى السكر الذي يعتبر مرتفعا بالنسبة له. أما اذا كان مستوى سكر الدم لدى المصب بالسكري مرتفعاً جداً، فقد يضطر إلى الذهاب إلى المستشفى. 

يحدث نقص سكر الدم حين ينخفض مستوى السكر في الدم انخفاضاً شديداًً. وتحدث هذه الحالة حين يأخذ المصابون بالسكري كمية كبيرة من الإنسولين. وهذا ما يسمى ب”صدمة الإنسولين” . وقد ينتج نقص سكر الدم عن تقليل المصاب بالسكري لكمية الطعام الذي يتناوله، أو عندما يستغني عن تناول أحد الوجبات، او عند ممارسة الرياضة بمقدار أكثر من المعتاد. 

ومن علامات حدوث نقص سكر الدم:

  • التعرّق والارتعاش وتوتر الاعصاب.

  • الجوع والدوار والإغماء

  • تسارع نبضات القلب، وتغيّرات في الشخصيّة، والارتباك في التفكير والتململ والقيام بتصرفات مستغربة

  • تنميل في الشفتين واللسان، والصداع، وتغيُّم الرؤية، والتحدث ببطء أو بشكل متقطّع

إذا لم يتم معالجة نقص سكر الدم فإنه قد يؤدي إلى الإغماء أو إلى اختلاجات أو تشنجات عصبية. 

يعاني المصاب بالسكري من علامات مختلفة حين ينقص مستوى السكر في دمه، وعليه أن ينتبه إلى ما يشعر به عند نقص مستوى السكر في دمه، فبعض المصابين بالسكري لا تظهر عليهم أي علامات عندما ينقص مستوى سكر الدم في دمائهم. وينبغي عليهم الاعتماد على قياس مستوى السكر في الدم لكشف حدوث نقص سكر الدم لديهم. 

إذا نقص مستوى سكر الدم لدى المصاب بالسكري فعليه أن يأكل أو أن يشرب شيئاً يحتوي على سكر سريع المفعول، مثل نصف كوب من عصير الفاكهة أو من مشروب غازي عادي أو عشر حبات من السكاكر الصغيرة أو ملعقتين صغيرتين من السكر أو العسل. 

إذا لم تختف هذه الأعراض بعد ربع ساعة، أو بقي مستوى سكر لديه أقل من 80 ملي غرام لكل ديسيلتر، فينبغي عليه أن يأخذ جرعة إضافية من السكر السريع المفعول، وأن يكرّر ذلك كل عشر دقائق أو كل ربع ساعة حتى يزيد مستوى سكر الدم لديه عن 80 ملي غرام لكل ديسيلتر 

إذا بقي أقل من نصف ساعة ليتناول المصاب بالسكري الذي يعاني من نقص سكر الدم لديه وجبته التالية فينبغي عليه أن يتناولها فوراً. أما إذا بقي على تلك الوجبة أكثر من نصف ساعة فينبغي عليه أن يتناول وجبة خفيفة أو نصف سندويش من اللحم أو ثلاث حبات من البسكويت. وعلى المصاب بالسكري أن يتناول وجبته الخفيفة بعد أخذ جرعة من السكر السريع المفعول، وأن لا ينقص هذه الوجبة من الوجبة التالية التي يخطط لأخذها. 

وعلى المصاب بالسكري أن يتجنب قيادة السيارة أو تشغيل أي آلة إذا كان يشعر أن مستوى السكر منخفض لديه. 

وينبغي على المصاب بالسكري أن يخبر أسرته وأصدقاءه عن إصابته بالسكري، وأنه ينبغي عليهم أن ينقلوه إلى المستشفى مباشرةً أو أن يتصلوا برقم الطوارئ الخاص بمكان إقامته، إذا ما وجدوه مغمىً عليه أو يتحدث بكلام غير مفهوم أو غير مترابط. 

 

مضاعفات مرض السكري

عند ضبط مستوى سكر الدم تصبح أعراض هذا المرض أقل ظهوراً. ويشعر المصاب بالسكري بتحسن في حالته، وبازدياد في طاقته وفي نشاطه الجسدي. أما إذا لم يتقيد المصاب بالسكري بالنظام الغذائي الذي نُصِح باتباعه، ولم يمارس التمارين الرياضية، أو لم يقس مستوى السكر في دمه، فإنه سيتعرّض لمضاعفات خطيرة. 

تشمل مضاعفات السكري التلف في الأعصاب والأوعية الدموية في الجسم. 

إن سبب تلف الأعصاب لدى مرضى السكري غير معروف، وهذا التلف يعرف باعتلال الاعصاب السكري، وهو يشمل الأعصاب الممتدة إلى الطرفين السفليين والقدمين. فيشعر المصاب بالسكري بتنميلها أو ببرودتها. 

وينبغي على المصابين بالسكري الذين يعانون من ضعف إحساسهم بأقدامهم أن يتجنبوا إيذائها بشكل عام، فيتجنبوا لبس الاحذية الضيّقة أو صب المياه الساخنة جداً عليها، أو إلحاق أي أذية بها بشكل خاص. 

وينبغي على المصابين بالسكري أن يفحصوا أقدامهم كل يوم لاكتشاف أي جرح أو إحمرار أو تورم، ويمكنهم أن يستعينوا بمرآة إذا لزم الأمر. وعند ذهابهم للعيادة الطبية، عليهم أن يطلبوا من الطبيب فحص أقدامهم. 

قد يعاني المصابون بالسكري من خلل في أداء الوظيفة الجنسية. إن أكثر المشاكل شيوعاً هي العنانة أو الضعف الجنسي التي ينتج عن تلف الأعصاب الممتدة للأعضاء التناسلية. يمكن لأطباء الجهاز البولي والتناسلي معالجة العنانة اما بطرق جراحية او بالأدوية. 

تعاني النساء المصابات بالسكري من ضعف الشهوة والألم عند الجماع نظراً بسبب تلف الأعصاب الممتدة إلى الأعضاء التناسلية عندهن. ويمكن للطبيب أن يوصي بعلاج معيّن لهذه الحالة. 

قد لا يشعر المصابون بالسكري بالألم الصدري الذي يشعر به المصابون بذبحة قلبية، وذلك بسبب تلف الأعصاب الممتدة إلى القلب. لذا ينبغي على المصابين بالسكري رفع مستوى الاشتباه عندهم باحتمال إصابتهم بنوبة قلبية عند شعورهم بثقل في الصدر أو تنميل في الذراعين أو عسر في الهضم، لأن تلك الأعراض قد تكون من أعراض الذبحة القلبية. 

قد يؤدي ارتفاع سكر الدم إلى تلف الأوعية الصغيرة والكبيرة، فالدهن المتراكم على جدار الأوعية الدموية يؤدي إلى تصلب الشرايين. 

قد يصيب تصلب الشرايين بعض شرايين القلب، كما قد يصيب التصلب شرايين الطرفين السفليين. 

إن الهدف من النظام الغذائي الذي يوصى المصابون بالسكري بالتقيُّد به هو تخفيض مستوى الدهون والكولسترول في الدم. 

حين تسبّب اللويحات والدهون ضيقا في الأوعية الدموية الصغيرة يتعذر وصول الدم إلى الأعضاء بشكلٍ كافٍ مما يؤدي إلى موت الخلايا التي تعتمد على وصول الدم عبر تلك الاوعية. وقد يؤدي ذلك إلى نزيف تلك الأوعية الدموية المصابة بالتضيق. 

غالبا ما تصاب بهذا التثخُّن والتصلب الاوعية الدموية الصغيرة في الكليتين وخلفية العين. 

وحين تتثخَّن الأوعية الصغيرة الموجودة في خلفية العين، قد يتسرب الدم إلى داخل العين أو داخل الجسم الزجاجي. مما يؤدي تغيُّم الجسم الزجاجي. وإذا لم يتم معالجة هذه الحالة المعروفة باعتلال الشبكية السكري فقد تؤدي إلى فقدان البصر. يمكن للطبيب تقديم المزيد من المعلومات حول معالجة اعتلال الشبكية السكري. 

قد يعيق السكري أداء الكليتين لوظيفتهما في تنظيف الدم، كما أن الجسم قد يفقد بعض البروتينات التي كان يتوجب بقاؤها فيه، عبر تسرّبها إلى البول. يمكن للطبيب أن يفحص بول المصاب بالسكري للتأكد من وجود أي علامات مبكرة للأمراض الكلوية. 

غالباً ما يعاني المصابون بالسكري مع مرض كلوي سكري من ارتفاع ضغط الدم. مما يجعل من الضروري جداً خفض ضغط الدم المرتفع بالأدوية، لأن ذلك يساعد المصاب بالسكري على تجنب تفاقم المشاكل الكلوية سوءاً. وإذا كان المصاب بالسكري يعاني من مرض كلوي سكري فقد يصف له الطبيب نظاماً غذائياً خاصاً قليل البروتين والأملاح. 

قد يصبح غسيل الكلية أو نقل الكلية من الأمور الضرورية في بعض الحالات النادرة من امراض الكلى .

معظم الأطباء يأكدون على أن ضبط السكري يساعد على تجنّب تلف الأوعية الدموية والأعصاب. ويشمل الضبط الجيد لمستوى سكر الدم اتباع نظام غذائي معيّن، وتناول الأدؤية، وممارسة الرياضة، ومراقبة مستوى سكر الدم، والنظافة. 

 

الخلاصة

يمكن ضبط مستوى سكر الدم بفضل التقدم العلمي في مجال الطب. لكن دور المريض أساسي في النجاح في الخطة المرسومة لتدبير السكري و السيطرة عليه. 

يشمل تدبير السكري:

  1. اتباع خطة لنظام غذائي
  2. قياس مستوى سكر الدم
  3. ممارسة الرياضة
  4. تناول الأدوية أو العقاقير الموصوفة في الوقت المناسب
  5. المحافظة على نظافة الجسد
  6. تعلم كل ما يتعلق بمرض السكري

ويقدم الطبيب أو الممرضة أو اختصاصي التغذية شرحاً مفصلاً للنظام الغذائي الذي ينبغي على المصابين بالسكري اتباعه لضبط مستوى سكر الدم لديهم. 

إن إتباع المصابين بالسكري لهذه التعليمات يقلل من إمكانية إصابتهم بالمشاكل المذكورة في هذا البرنامج. 

يقدم هذا البرنامج التعليمي المساعدة للمصابين بالسكري على فهم السكري وكيفية التحكم به لكي يتمتعوا بحياة أفضل وأنشط وأطول.