يعرف الملاريا بأنه مرض تسببه الطفيليات. وينتقل هذا المرض للشخص عبر لدغة بعوضة مصابة. ﻭيرافق الملاريا ﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﻭﺣﻤﻰ، كما وتتشابه أعراضها مع أعراض الإنفلونزا. أما إن تركت من دون علاج، فهي قد تسبب مضاعفات خطيرة وقدتفضي إلى الوفاة. ويذكر أن هذا المرض يؤدي الى وفاة 5 مليون شخص ﻛﻞ ﺳﻨﺔ حول العالم.

ويذكر أن هذا ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻻ يعد ﺷﺎﺋﻊا ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ، غير أنه قد يتواجد بها. أما ﻓﻲ ﺍﻟمناطق ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺷﺒﻪ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ، فهو يعد سائدا.

أما في الوقت الحاضر، فإن ﻣﺴﺆﻭﻟي ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ يحاولون القيام بالحد ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﻼﺭﻳﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺎﺕ (جهاز صغير لمكافحة الناموس) ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ الحماية ﻣﻦ ﻟﺪﻏﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﻮﺽ ﻭالناس ﻧائمين.

وحاليا، يعمل اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻟﻘﺎﺡ للوقاية ﻣﻦ المرض المذكور، غير أنه لا يوجد، لغاية الآن، لقاح صالح للاستخدام على البشر.

إحصائيات حول انتشار الملاريا

● يموت أكثر من ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ (627000) ﺷﺨﺺ بسبب ﺍﻟﻤﻼﺭﻳﺎ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻞ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﻋﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ.
● يقدر عدد حالات الملاريا سنويا ب 207 حالة.
● تعد الملاريا ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 109 دول ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، منها 45 دولة إفريقية، غير أن ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﻼﺭﻳﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍء الإفريقية.
● تحدث 90% من حالات الوفاة الناجمة عن الملاريا في جنوب الصحراء الإفريقية. 
● تقدر ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ فقدان الإنتاجية في إفريقيا الناجمة عن ﺍﻟﻤﻼﺭﻳﺎ بما يصل إلى 12 مليار ﺩﻭﻻﺭ.
● إن قام ثلاثة أرباع الشعب في مجتمع ما باستخداﻡ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺑﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ.ينخفض انتقال الملاريا ﺑﻨﺴﺒﺔ تصل إلى 50%، وﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ تنخفض ﺑﻨﺴﺒﺔ تصل إلى 20%، ﻭمجتمعات ﺍﻟﺒﻌﻮﺽ تنخفض ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ 90%
● ﻳﻘﺪﺭ حاليا ﺃﻥ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 5% من الاطفال ﻓﻲ جنوب الصحراء الإفريقية ينامون ﺗﺤﺖ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ الناموسيات.
● ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﻔﻼ ﻳﻤﻮﺕ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ بسبب ﺍﻟﻤﻼﺭﻳﺎ.

الوقاية من الملاريا:

تبدأ الوقاية من الملاريا قبل عدة أشهر من السفر إلى المكان الذي تتواجد فيه. لذلك، فعلى من يريد ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ يتواجد أو ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻴه هذا المرض إعلام الطبيب قبل ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ من الموعد ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ للسفر والتحدث إليه ﺣﻮﻝ ﺍﻟأدوية ﺍﻟﺘﻲ يجب استخدامها ﻗﺒﻞ ﻭﺃﺛﻨﺎء ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ. ولكن، وعلى الرغم من أن هناك أدوية ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ تحمي ﻣﻦ ﻃﻔﻴﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺭﻳﺎ، إلا أن اختصاصيي الصحة العامة يوصون بضرورة عدم ذهاب الحوامل والأطفال إلى تلك المناطق.

ويذكر أن الوقاية من لدغات البعوض في تلك المناطق تعد جزءا أساسيا من الوقاية من المرض المذكور. وللقيام بذلك، ينصح بما يلي:

● الحرص على البقاء داخل المنزل بمجرد أن يحل الظلام، أي من الغسق إلى بزوغ النهار.
● التأكد من وضع مكيف داخل المنزل واستخدام المراوح الكهربائية.
● ارتداء ملابس واقية للجسم، أي قمصان ذات أكمام طويلة وسراويل تغطي الساقين
● استخدام طارد للحشرات يحتوي على مادة ال DEET (هو زيت مائل للصفار، و هو العنصر الأكثير شيوعاً و الفعال لطرد الحشرات)

● رش المنزل بمبيد للحشرات الطائرة، خصوصا في أماكن النوم.

● استخدام الناموسيات المرشوشة أو المنقوعة بمبيد للحشرات. لكن يجب التأكد من أن المبيد المختار لا يزال فعالا ضد البعوض المراد التخلص منه، فهناك بعوض يصبح مقاوما لبعض أنواع المبيدات.

أما من حيث الوقاية الدوائية، فإن اختيار الدواء يعتمد على عوامل عديدة، منها المكان الذي سيسافر إليه الشخص فضلا عن حالته، من ذلك الحمل وكبر السن. ويذكر أن الأدوية الوقائية هي نفس الأدوية التي تستخدم في علاج الملاريا.

فمن ينوي الذهاب إلى منطقة تتواجد فيها الملاريا، فعليه الالتزام بأخذ الأدوية الوقائية التي يصفها الطبيب وبناء على إرشاداته. فمعظم من يصابون بالملاريا يكونون من غير المستخدمين للأدوية الوقائية أو من غير الملتزمين بها.

وتجدر الإشارة إلى أنه عند العودة من البلد التي تحتوي على الملاريا، يجب على الشخص الاستمرار بأخذ الدواء لمدة يحددها الطبيب. وعادة ما تتراوح هذه المدة ما بين ال 1-4 أسابيع. وذلك للتأكد من أنه قد تم طرح جميع الطفيليات من الجسم.