آلام الظهر لها تأثير كبير على جودة الحياة، وهذا الضرر ومدى حدته يؤثران أيضا في اختيار نوعية العلاج.

الام الظهر، وخصوصا في اسفل الظهر، هي واحدة من الشكاوى الطبية الاكثر شيوعا. ونحو الثلثين منا سوف يعانون من الام الظهر في مرحلة ما من حياتهم، في حين ان 85٪ من الحالات لا يتم فيها العثور على اي سبب محدد، على الرغم من اجراء الفحص الطبي الدقيق. الام الظهر  لها تاثير كبير على جودة الحياة، وهذا الضرر ومدى حدته يؤثران ايضا في اختيار نوعية العلاج.

الام الظهر تصيب الرجال والنساء على حد سواء، وتظهر لاول مرة عادة ما بين سن 30 – 50 عاما. الام الظهر شائعة اكثر لدى المدخنين، ذوي الوزن الزائد، كبار السن والعاملين في مهن تتطلب الجلوس لفترات طويلة او العمل البدني.

من المهم ان نميز بين الام الظهر الناتجة عن وجود مشكلة في الظهر، وبين الام الظهر التي ترتبط بمشكلة اخرى قد تؤثر على الظهر – اعضاء البطن، الحوض والصدر. هناك العديد من الظواهر التي يمكن ان تسبب اوجاع الظهر، مثل التهاب الزائدة الدودية، النوبة القلبية، امراض الكلى، التهاب المسالك البولية وغيرها.

ما الذي يسبب الام الظهر؟
هنالك ثلاثة مصادر رئيسية لالام الظهر:
1. مصدر عصبي
الام الظهر التي مصدرها  العصب، عادة ما تحدث بسبب  حدوث الفتق (Hernia) او بروز القرص (مبنى موجود بين فقرات الظهر يعمل “كمانع للصدمات “). هذا الالم، الذي ينبع مباشرة من مصدر عصبي، يميل الى ان يكون حادا ويؤثر على منطقة معينة. اذا كان الالم مصحوبا بشعور بالخدر في منطقة الساق، التي تتاثر بالعصب المصاب، فهذا الوضع يسمى عرق النسا (sciatica).

فتق القرص يتطور مع تقدم العمر، عندما تضمر الاقراص وتصبح رقيقة اكثر فاكثر. الجزء المركزي من القرص، والذي يتكون من نوع من المادة الهلامية، يبرز من خلال القرص الرقيق ويضغط على جذر العصب.  في سن الـ 30 عاما تبدا عملية  ضمور الاقراص الموجودة ما بين الفقرات، ولكن فقط في القليل من الحالات يؤدي هذا الامر الى الام الظهر.

2. مصدر عضلي
الام الظهر نتيجة لتصلب العضلات. هذا الوضع يحدث عادة بسبب رفع حمل ثقيل بشكل غير صحيح، النوم بوضعية غير ملائمة او الحركة المفاجئة. تقلص كهذا للعضلات يمكن ان يؤدي الى تقييد في الحركة والى الام الظهر، يكون مركزها في مجموعة العضلات المحددة.

تشوهات في الهيكل العظمي:

اذا كانت بنية العمود الفقري غير صحيحة، قد يحدث الم في الظهر. ويمكن لهذه الحالات ان تحدث على مستويين:

  • الامام – الخلف: عندما يكون انحناء العمود الفقري الطبيعي (قعس وحداب – Lordosis and kyphosis) مبالغا فيه.
  • الجانب: الجنف (Scoliosis) – الوضع الذي يتطور فيه انحناء للعمود الفقري الى جانب واحد.

3. حالة اخرى  قد تسبب الام الظهر، والتي تنتج عن تضرر مبنى الهيكل العظمي، هي هشاشة العظام (Osteoporosis). في هذه الحالة قد يظهر بعض الضغط في فقرات العمود الفقري.

اسباب اقل شيوعا لالام الظهر:

– متلازمة ذيل الحصان – هذا الحالة هي من حالات الطوارئ التي يحدث فيها ضغط على الحبل الشوكي نفسه. هذه حالة تتسم عادة بالالم، الخدر ومشكلة السيطرة على المثانة.

  • ورم سرطاني في العمود الفقري.
  • تلوث في العمود الفقري.
  • التهاب المفاصل – غالبا ما تؤثر امراض المفاصل التنكسية على مفاصل الحوض، الركبتين، اليدين واسفل الظهر.

علاجات الام الظهر:
1. النوم مع وضع وسادة بين الساقين، على الجانب، قد تكون مريحة وتخفف الالم. وضعية اخرى يوصى بها هي النوم على الظهر مع وضع وسادة تحت الركبتين.

2. الراحة – يوصي معظم الخبراء بتقليل الانشطة المعتادة لمدة لا تزيد عن 48 ساعة. الراحة المفرطة تؤدي الى اطالة فترة الشفاء، ويمكن ان تؤدي الى مضاعفات مثل تجلط الدم في الساقين. يجب العودة  الى مواصلة الانشطة المعتادة، في اسرع وقت قدر الامكان.

3. الادوية المضادة للالتهابات التي لا تتطلب وصفة طبية (مثل ايبوبروفين).

4. الستروئيدات – فقط في حالات معينة.

5. العلاج الجراحي – يوصى به في حالات نادرة فقط، في حالات معينة مثل متلازمة ذيل حصان او عرق النسا.

الادوية التي تسبب ارخاء العضلات لا ينصح بها، عادة، لمعالجة الام الظهر، وذلك لان هذه الادوية لم تثبت فاعلية اكبر من فاعلية مجموعة الادوية المضادة للالتهابات، ولم يثبت حتى ان هناك افضلية عند دمج المجموعتين معا.

يجب ان تاخذ في الاعتبار ان العلاج الاولي يعتمد على الافتراض بان حوالي 90٪ من حالات الام الظهر تختفي من تلقاء نفسها في غضون شهر. الحالات التي توجب التوجه الى الطبيب على الفور:

  • الم الظهر بعد صدمة، مثل السقوط من ارتفاع، حوادث الطرق وما شابه ذلك.
  • لدى الاشخاص فوق سن الـ 70 عاما.
  • امراض السرطان في الحاضر او الماضي.
  • تلوث حدث مؤخرا في احد اعضاء الجسم.
  • الحمى.
  • عندما يكون الالم في حالة الراحة اشد منه في حالة النشاط.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • سلس البول.
  • عدم وجود تحسن على الرغم من العلاج الطبي.