يُعرف الالتهاب الرئوي بأنه عدوى تؤثر في الرئتين وتتعدد انماطه اعتماداً على الطريقة التي يكتسب بها المريض العدوى أو الكائنات الحية الدقيقة المُسببة له ويشمل الالتهاب الرئوي البكتيري , الفيروسي والفطري اضافة الى أنماط اخرى أقل شيوعاً من تلك الناجمة عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية .

– الالتهاب الرئوي المكتسب من المحيط أو المجتمع :

يكتسب المريض العدوى خارج بيئة المستشفى وغيره من مراكز الرعاية الصحية وذلك من خلال استنشاق الجراثيم المتواجدة في الأنف , الفم أو الحنجرة وخاصة أثناء النوم . يُعد الالتهاب الرئوي المكتسب من المحيط من أكثر أنماط الالتهاب الرئوي شيوعاً وخاصة في فصل الشتاء ويُصاب به ما يُقارب 4 مليون شخص في العالم ويحتاج مُصاب واحد / 5 مُصابين به للعلاج داخل المستشفى .

 – الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى :

يكتسب بعض المرضى العدوى المسببة للالتهاب الرئوي أثناء اقامتهم في المستشفى للعلاج من اضطراب مرضي آخر , وتزداد فرصة الاصابة بهذا النمط من الالتهاب عند استخدام اجهزة التنفس الاصطناعي . يُعد الالتهاب الرئوي المكتسب من بيئة المستشفى أكثر خطورة من النمط المكتسب من المجتمع لتأثيره في المرضى الذين قد تتناقص مناعتهم بشكل تلقائي كما تزداد فرصة تواجد البكتيريا المقاومة للمُضادات الحيوية .

 – الالتهاب الرئوي المرتبط بالرعاية الصحية :

تُكتسب عدوى الالتهاب الرئوي في مرافق الرعاية الصحية المختلفة كالممرضين المنزليين , مراكز غسيل الكلى والعيادات الخارجية .

 – الالتهاب الرئوي الرشفي :

يكتسب المريض النمط الرشفي من الالتهاب الرئوي من خلال ابتلاع الطعام , الماء , اللعاب أو القيء الملوث بالبكتيريا أو الفيروس المسبب للالتهاب من الفم الى الرئتين وينتج ذلك عادة عند اختلال آلية التقيؤ التلقائي عند دخول جسم كبير في الحنجرة والمرافق لاصابة الدماغ , خلل في عملية البلع أو الاستخدام المُفرط للكحول أو العقاقير الدوائية المُخدرة . قد يتسبب هذا النمط بتكون القيح في تجويف داخل الرئتين فيما يعرف بالالتهاب الرئوي القيحي .

 –  الالتهاب الرئوي النمطي :

تتعدد انواع البكتيريا المُسببة لهذا النمط من الالتهاب الرئوي كالبكتيريا الفيلقية المستروحة (Legionella pneumophila )  و المفطورة الرئوية (Mycoplasma pneumonia ) .

 هل داء الالتهاب الرئوي معدي ؟

 لا تنتقل عدوى الالتهاب الرئوي بمجرد اتصال الشخص السليم بآخر مُصاب كما ترتبط احتمالية انتقال عدوى الالتهاب الرئوي بالعامل المُسبب للالتهاب ( بكتيريا,فيروس آو لأي عامل آخر )

– إذا كان الالتهاب الرئوي مرتبط بعدوى بكتيرية تزداد فرصة انتقال العدوى حيث تنتقل البكتيريا للشخص السليم وتؤدي إلى إصابته باضطرابات في الجهاز التنفسي العلوي كالأنفلونزا والزكام  و نادرا ماتتسبب البكتيريا بالتهاب الرئة .

– إذا كان الالتهاب الرئوي مرتبط بعدوى فيروسية  , ينتقل الفيروس المُسبب للشخص السليم وقد يتسبب اضطرابات الجهاز التنفسي ولكن ليس بالضرورة أن يحدث التهاب بالرئة

– إذا كان الالتهاب الرئوي ناتج عن التعرض لمواد كيميائية لا يكون المُصاب به مصدراً يتسبب باصابة من حوله .

لحسن الحظ أن الرئتين تحتوي على نظام دفاع ضد البكتيريا والفيروسات وبمجرد دخولها إلى الرئتين يتم القضاء عليها  مما يحد من الاصابة بالالتهاب الرئوي والتسبب بمشكلات تنفسية أقل تعقيداً كالأنفلونزا ولكن في بعض الأحيان قد يحدث التهاب رئوي لذا يجب اتباع التدابير الوقاية لتجنب الاصابة بالعدوى . 

هل يتوفر علاج في حال الإصابة بالالتهاب الرئوي ؟ 

يختلف العلاج باختلاف العامل المُسبب  للالتهاب الرئوي على النحو التالي :

– التهاب الرئة البكتيري: يتم علاجه عن طريق المضادات الحيوية وعادة خلال ثلاث ايام تتحسن الاعراض  باستثناء المدخنين اذ يحتاجون لفترة زمنية اطول للعلاج واذا لم تتحسن الاعراض يلجأ الطبيب لاختيار مضاد حيوي اخر .

– التهاب الرئة الفيروسي:يتم علاجه عن طريق مضادات الفيروس وعادة يحدث التحسن في مدة تتراوح بين اسبوع الى ثلاث اسابيع .

وبشكل عام قد يحتاج علاج الالتهاب الرئوي الى ادوية مضادة للسعال والى خافضات الحرارة كالباراسيتامول او الايبوبروفين وفي بعض الاحيان قد يحتاج المصاب بالالتهاب الرئوي الى الادخال للمستشفى .

كيف يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي؟

– الحصول على لقاح الأنفلونزا الموسمي لكون الأنفلونزا عامل مُساعد للإصابة بالالتهاب الرئوي

– الحصول على لقاح المكورات الرئوية وخاصة للأشخاص الذين تزداد فرصة اصابتهم بالعدوى كالأطفال , كبار السن والمُصابين بالاضطرابات المناعية .

– تجنب التدخين لأنه يعيق قدرة الرئة على محاربة أنماط العدوى المختلفة .

– مراجعة الطبيب في حال استمرار أعراض الانفلونزا أو الزكام لمدة زمنية طويلة دون الاستجابة للعلاجات الدوائية .

-اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية واخذ قسط كافي من الراحة لمساعدة الجسم على التخلص من الفيروسات .

– الحفاظ على النظافة العامة وغسل اليدين باستمرار .

*تتوافر لقاحات مختلفة يُوصي بها الطبيب للاطفال الذين تقل اعمارهم عن سنتين وللاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين  سنتين الى خمس سنوات حيث تزداد فرصة اصابتهم ببكتيريا المكورات الرئوية كما يُوصى بلقاح الانفلونزا الموسمي للاطفال الذين تزيد اعمارهم عن ستة اشهر .