الكثير من الأشخاص يموتون سنويا بسبب أخطار التدخين، والبعض منهم هم من المدخنين السلبيين. سوف تفاجئون من معرفة أن سرطان الرئة هو ليس الضار الوحيد من بين أمراض التدخين. مع اقتراب اليوم العالمي للتدخين، اليكم عدد من الحقائق التي يفضل أن تعرفوها قبل أن تقرروا وضع السيجارة التالية في فمكم.

” انا ادخن فقط عدد قليل من السجائر يوميا “. ” انا ادخن فقط في المناسبات “. ” اريد ان اتوقف ولكن لا استطيع”. يبدو هذا مالوفا؟ انتبهوا، بشكل لا لبس فيه، فكل سيجارة يقرر الشخص ان يدخنها تقصر حياته وترتبط باخطار التدخين. الامر بسيط الى هذه الدرجة.

 بعملية حسابية بسيطة من يدخن علبة واحدة كل يوم لفترة اكثر من عشرين عاما يقصر حياته بمعدل عشر سنوات. ايضا التدخين ثلاثة سجائر في اليوم يخلق تاثيرا ضارا للمدخن ولبيئته.

تنبع اخطار التدخين  من انه يوجد في دخان السجائر حوالي 4،000 مادة مختلفة، من بينها حوالى 400 مادة  ثبت انها ضارة ونحو 200 مادة مسرطنة (مواد مسببة للسرطان ).

خلاصة القول انه من اخطار التدخين ، ان المواد الضارة الموجودة في دخان السجائر تضعف بشكل عام الجهاز المناعي في الجسم، وبالتالي تعرض المدخنين وبيئتهم الى امراض بوتيرة اكبر واخطر.

تاريخ التدخين
 اصل التبغ من الولايات المتحدة ( امريكا الوسطى ). وقد تم احضاره الى اوروبا بواسطة بحارة كولومبوس، اي في نهاية القرن ال- 15. مصدر الاسم ” التبغ ” ياتي من لفظ ” توباجو “، والتي هي الناي العملاقة التي كان الهنود يدخنون بها التبغ.

في القرن ال- 16 وال- 17 اعتبر ان للتدخين بعض المزايا الايجابية، بما في ذلك موضوع السمنة. حيث زعم الاطباء في حينها بان تدخين السجائر يمكن ان يكون مفيدا في خفض الوزن. ومن المعروف اليوم ان هذا ليس صحيحا بالضرورة.

على الرغم مما يعتقد عادة، فقد اصبح التدخين شائعا بشكل خاص في الحرب العالمية الاولى والثانية. ففي نهاية الحرب العالمية الثانية اصبح ما يقرب من 50 ٪ من السكان البالغين في العالم مدخنين .

في عام 1958 ظهر للمرة الاولى تحذير من اخطار التدخين من قبل وزارة الصحة الامريكية يفيد بان التدخين يمكن ان يكون ضارا بالصحة.

منذ ذلك الحين اثبتت في العديد من الدراسات ان الاضرار الناجمة عن التدخين هي كبيرة جدا، وبدات حملة في جميع انحاء العالم لتقديم التوعية لمضار التدخين. اليوم حوالي 25 ٪ من سكان العالم يدخنون.

اخطار التدخين
 للمواد الضارة الموجودة في دخان السجائر العديد من الاثار المتنوعة على امكانية الاصابة بالامراض المختلفة، والتي غالبيتها العظمى من الامراض الخطيرة والمزمنة.

1. امراض الانسداد الرئوي المزمن (COPD ): التهاب الشعب الهوائية المزمن. المرض الذي يحدث فيه ضيق متزايد في التنفس بسبب تدمير الوحدات الوظيفية في الرئة. حوالي 15 ٪ من المدخنين يطورون COPD حاد خلال حياتهم والذي يزداد سوءا مع تقدم العمر.

يحدث هذا المرض في اغلب الاحيان لدى المدخنين في العقد الخامس من العمر، ويؤدي لالتهابات متكررة في الجهاز التنفسي مما يجعل المريض يصل الى حالة يدخل فيها الى المستشفى بشكل متكرر بسبب تدهور حالة الجهاز التنفسي، بسبب الحاجة لتلقي الاكسجين الخارجي وحتى لزرع الرئة.

يصل الى عيادات الرئة في المراكز الطبية جراء مخاطر التدخين في كل عام عدد كبير  من المرضى الذين يعانون من هذا المرض بدرجات متفاوتة. بين 10٪ الى 30 ٪ من مجموع المرضى الذين يتم علاجهم يعانون من الانسداد الرئوي COPD.

 يجدر بالذكر انه من حيث المعطيات الصحية فانه عند اصابة الشخص بهذا المرض، لا توجد وسيلة للتعافي منه تماما. ومع ذلك، فالاقلاع عن التدخين بشكل تام يحول دون تدهور حالة المريض ويؤدي الى استقرار وضعه.

 2. السرطان: السرطان الذي يتصدر امراض السرطان الناجمة عن اخطار التدخين هو سرطان الرئة. هذا هو السرطان الذي يحدث بشكل حصري تقريبا لدى المدخنين.

 تدخين علبة سجائر واحدة يوميا لفترة اكثر من 30 سنة يزيد من اخطار الاصابة بسرطان الرئة ب- 25 مرة. هذا هو نوع من انواع السرطان، الذي حتى الكشف المبكر له لا يساعد بالضرورة للشفاء منه. اليوم اصبح سرطان الرئة المسبب رقم واحد في وفيات المدخنين في جميع انحاء العالم.

انواع اخرى من السرطان الشائعة جراء اخطار التدخين هي سرطان القولون، سرطان الفم والبلعوم، سرطان المثانة، سرطان المريء وسرطان الكلى. ومع ذلك، فمن المهم التاكيد على ان كل انواع السرطانات الاخرى تتاثر بشكل كبير من كون الشخص مدخن، وان انواع السرطانات مثل سرطان الخصية، سرطان الرحم وغير ذلك تتاثر كثيرا بسبب عامل التدخين وتكون اكثر شيوعا لدى المدخنين.

 3 . اخطار التدخين على  القلب: ثبت ان نسبة انتشار امراض القلب والاوعية الدموية الطرفية هي اكثر بمرتين لدى المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين. وبشكل مشابة، فان نسبة الاصابة بالسكتة الدماغية ( CVA ) هي اكبر بثلاث مرات تقريبا لدى المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين.

 4 . الخصوبة والحمل: تشير الدراسات المختلفة ان هناك صلة مباشرة بين اخطار التدخين اثناء الحمل وارتفاع نسبة الاجهاض.  كذلك، فالنساء اللاتي يدخن خلال فترة الحمل يكون لديهن اجنة اصغر ويلدن اطفالا بوزن اقل من المتوسط. وبالمثل، فقد يكون المدخنين الرجال اقل خصوبة.

5 . تسارع الشيخوخة: يؤثر التدخين  على الجهاز القلبي الوعائي الذي يوفر امدادات الدم والاوكسجين للجسم. هذا الوضع “يشجع” عمليات تسارع تصلب الشرايين، يقلل من وصول الدم الى الاجهزة المختلفة في الجسم ويؤدي لتدهور ادائها الوظيفي. كذلك، على مر السنين يحدث هناك انخفاض ملحوظ لدى المدخنين في كل ما يتعلق بالذكاء والذاكرة.

 بالاضافة الى ذلك، لدى المدخنين هناك ظاهرة تسمى ” وجة المدخن”. المقصود هنا هو ظهور الكثير من خطوط التجاعيد الدقيقة على وجه الشخص، وخصوصا حول الفم، مما يؤثر على مظهرة الخارجي بشكل كبير. هنالك ظاهرة اخرى هي ظاهرة الجلد الاصفر اكثر في منطقة الوجه، اليدين والاظافر.

لم يفت الاوان بعد للاقلاع عن التدخين

التدخين السلبي والسجائر ال- “لايت”. ففي الدراسات المختلفة، فضلا عن حملات الاعلان عن اخطار التدخين  في السنوات الاخيرة، اوضح للمدخنين بشكل لا يدع مجالا للشك ان الضرر الذي يحدث اثناء التدخين هو مضاعف – للمدخن ولبيئته.

 علاوة على ذلك، فقد ثبت ان تركيز المواد الضارة التي يستنشقها المدخن السلبي بالمقارنة مع المدخن النشط ( الذي يستنشق السموم من خلال الفلتر) هو اعلى بكثير، لان المدخن السلبي لا يستخدم الفلتر الموجود  بشكل طبيعي في السجائر.

في البعض منها يكون تركيز المواد الضارة في دخان السجائر اعلى احيانا حتى ب- 16 و- 30 مرة من تركيز الدخان المباشر الذي يستنشقه المدخن النشط.

 بالاضافة الى ذلك، فان كمية ال- CO ( اول اكسيد الكربون ) الكبيرة الموجودة في دخان السجائر يتم امتصاصها من خلال الرئتين. ال- CO يربط في الدم عادة بنفس الطريقة التي يربط بها الاكسجين. عندما يحدث ذلك قد يحدث ضيق في التنفس ومشاكل بوتيرة ضربات القلب. ايضا بالنسبة لتركيز ال- CO، فان تركيزه في الدخان الذي يستنشقه المدخن السلبي هو اكبر ب- 2.5 مرة من تركيز ال- CO الذي يستنشقه المدخن نفسه.

السجائر الخفيفة “لايت ” يمكن تعريفها بانها ” خداع” من شركات السجائر. فهذه السجائر لا تقلل فيها المواد الضارة، وانما يتم تقليل كمية النيكوتين، التي هي المادة المسببه للادمان في التبغ.

عادة، المدخنون الذين يدخنون سجائر ال “لايت ” يدخنون اكثر للحصول على نفس الكمية من المادة المسببه للادمان (النيكوتين). وبعبارة اخرى، فان الضرر هو بالضبط نفس الضرر.

في الختام، من المهم ان نتذكر ان الاقلاع عن التدخين في اي لحظة يحسن الحالة الصحية للشخص، حتى لو كان يدخن “بكثافة” لسنوات. حتى ولو حدث الضرر فيمكن منع المزيد من التدهور بمجرد التوقف عن التدخين.

على سبيل المثال: اذا توقف الشخص عن التدخين، فان فرص الاصابة بامراض القلب تصبح مساوية في غضون سنتين من الاقلاع عن التدخين لتلك التي لدى الشخص الذي لا يدخن على الاطلاق.