على الرغم من أن التقدم في العمر، وما يصاحبه من ظهور للتجاعيد، يعبر عن الحكمة، الا أن غالبية الناس لاترغب، ولا ترحب بهذه التغيرات الجلدية، ثمناً لتلك الصفات الوقورة، بل يتمنون عودة الزمن الى الوراء للحفاظعلى المظهر الشبابي.

والحقيقة العلمية تقول إن معالم الشيخوخة تبدأ لدى الانسان، منذ اللحظة التي يولد فيها. وخلال النموالطبيعي للانسان، ومرور سنوات العمر، تظهر تأثيرات ذلك التقدم في السن على أجسادنا عند بلوغ عمرالعشرين عاماً، مقارنة بما عليه حال الجلد قبل ذلك. وبعد العشرين يؤدي التقدم في العمر، مع استمرار عملبرامج معينة في جينات الخلايا، الى تغييرات تختلف من شخص لآخر. وحال الجلد هنا أشبه بحال العظام.

ومعلوم أن العظم يتكون ويتراكم، وتتراكم محتويات بنيته الى سن العشرين، ثم يبدأ العظم دريجياً في فقد قوتهومحتواه. وفي بشكل عام، حينما يبدأ الجلد بفقدان مرونته، فإنه يصبح أكثر جفافاً، وتبدأ طبقة الدهون والشحمالمبطنة للجلد (أي تحت طبقة الجلد) بالتلاشي التدريجي. وهو ما يعني أن قوة دعم طبقة الشحم لنضارةالجلد تقل تدريجياً، وبالتالي يبدأ الجلد بالترهل وتظهر التجاعيد. ومع حصول الجفاف تزيد الحكة وتطول مدةالتئام الجروح. وهذا ما يحصل في الحالات الطبيعية، بناءً على برمجة خلايا الجسم لأنظمة الهدم الطبيعية. لكنثمة ما يترافق مع هذه الشيخوخة الجلدية الطبيعية الخارجية، التي من أهمها التعرض للمتغيرات البيئيةالمحيطة بنا، أو التعرض لتأثيرات سلوكيات معينة في حياتنا. 

ومن أهم المتغيرات البيئية التعرض لأشعة الشمس. ومن السلوكيات عادة التدخين، نظراً للتأثيرات البيولوجيةوالكيميائية للدخان على خلايا الجلد، ونظام تراكيبه ودعم هيئة بنيته. 

الجلد وأشعة الشمس

تقوم أشعة الشمس المحتوية على الأشعة فوق البنفسجية (uv) بتسريع شيخوخة الجلد، من خلال تأثيرهاالأكبر على التغيرات الجلدية، مثل خشونة سطح الجلد، والتجاعيد الخفيفة، وظهور التصبغات البنية على الوجهواليدين، وتوسع الأوعية الدموية الجلدية الصغيرة. وإضافة إلى ذلك فإن التعرض المستمر والمزمن لأشعةالشمس الضارة يعتبر أحد العوامل التي تمثل خطورة على ظهور سرطان الجلد.

وعادة ما تبدأ شيخوخة الجلد بالترهل وظهور التجاعيد في المناطق المكشوفة منه أولاً, ثم تظهر الشعيراتالدموية الدقيقة عليه، والتصبغات الجلدية في شكل شامات ونتوءات دهنية صغيرة  وزوائد لحمية، تنتشر فيجميع أنحاء الجسم، وبصفة خاصة على الوجه.

وثمة من تبدأ هذه التغيرات لديه بصورة مبكرة، أي في العقد الثالث من العمر، وتنتشر لديه فقط، على المناطقالمكشوفة والمعرضة للشمس. وهنا يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً في سرعة تأثر الجلد بالنتائجالفيزيائية لأشعة الشمس على الجلد.

والبقاء لفترات طويلة تحت أشعة الشمس له تأثير مباشر على سرعة ترهل الجلد وشيخوخته، وسبب رئيسيلتلف خلايا البشرة. ولقد وضّح العديد من الباحثين، بعد إجراء الفحص النسيجي لعينات مأخوذة من مناطقجلدية تعرضت وأخرى لم تتعرض لأشعة الشمس ومن مختلف أنواع الجلد ودرجات لونه، بأن درجة تلف الجلدتختلف من شخص إلى آخر، حسب كمية الصبغة (الميلانين) الموجودة لديه. وعليه فالاختلاف في درجة التلفمرتبط بدرجة تلون الجلد، حيث ان الأشخاص ذوي البشرة السمراء أو السوداء يتعرضون بشكل أقل للتغيراتالناجمة عن أشعة الشمس.

وكثرة التعرض لأشعة الشمس تسبب التجاعيد، وينصح الأطباء بالتالي للوقاية من ذلك:

الابتعاد عن شمس منتصف النهار، لأن حوالي خمسة وتسعين في المائة من أشعة الشمس التي تسببالتجاعيد، تسقط على الأرض بين الساعة العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر.

استخدام الكريمات الواقية: من المفضل استخدام كريمات الحماية من أشعة الشمس عند التعرض لأشعةالشمس. وكي يكون كريم الحماية فعالا في مقاومة التجاعيد يجب وضعه قبل الخروج إلى الشمس بنصفساعة على الأقل ويراعى تجديد وضعه مع مرور الوقت.

الحذر من الأسطح العاكسة لأشعة الشمس: لأنها تبعث أشعة الشمس نفسها، خصوصا الأسطح ذات اللونالفاتح مثل الثلج والرمال والعدسات.

عدم التعرض لأشعة الشمس في الأماكن المرتفعة، حيث يكون الغلاف الجوي أقل سمكا، فتصبح أشعةالشمس في أقوى حالاتها مما يسبب ذبول وضعف البشرة.

تناول فيتامين «D» بصورة كافية، بتناول الحليب والجبن الغني به، أو تناول مكملات الفيتامينات. 

 

التدخين وشيخوخة الجلد

ويزيد التدخين من تسارع عملية شيخوخة الجلد، حيث يعاني المدخنون لوقت طويل من ظهور خطوط فيالوجه أكثر من غير المدخنين من الفئة العمرية ذاتها. ويميل لون بشرة المدخنين للون الأصفر وللشحوب، إضافةإلى ما يسببه التدخين من زيادة فرص الإصابة بسرطان الجلد.

وأكدت أبحاث أجراها فريق طبي بجامعة ميتشغان على الأثر السلبي والضار للتدخين، خاصة في مناطقالجسم الداخلية، التي لا تتعرض عادة لأشعة الشمس، حيث قام الفريق الطبي بفحص الجزء العلوي لجلد اليدمن الداخل لأشخاص مدخنين، وآخرين غير مدخنين تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والعشرين، والتسعين عاما،مما سمح بأن تؤخذ بعين الاعتبار الحالات الطبيعية للجلد في مراحل عمرية مختلفة، ومعظمهم كانوا منالمدخنين بمعدل خمس الى ثمانين سيجارة يوميا.

كما وضع الفريق تسع نقاط لقياس حجم الأضرار التي تصيب الجلد الذي لا يتعرض للضوء، ووجدوا أن هناكنقطتين من خلالهما يمكن معرفة حجم الضرر الذي يتعرض له الجلد، وأبرزها علامات وتجاعيد تشير إلى مظاهرتقدم العمر والشيخوخة أكثر مما هو عليه العمر الحقيقي للشخص. ولاحظ الفريق الباحث أن التدخين يعملعلى انهيار مادة “الكولاجين” المسؤولة عن نضارة البشرة، وتساهم في تضاؤل إنتاجه بالجسم، الأمر الذييؤدي إلى خشونة الجلد، وعدم مرونته، بحسب ما جاء في تقرير للجامعة. كما سجل الفريق عملية انقباضللأوعية الدموية الصغيرة، مما يخفض إمدادات الأوكسجين إلى الجلد، وغيرها من أمراض الجهاز التنفسيوسرطان الجلد المعروفة.ولعل أفضل طريقة للمحافظة على الجلد ونضارته والصحة، بشكل عام، هو الإقلاعالفوري عن التدخين. 

عوامل وأسباب أخرى لشيخوخة الجلد

 

 

عوامل وراثية:

 

مما لا شك فيه ان الجينات والعوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا في تحديد وتسريع، أو إبطاء ظهور علاماتالشيخوخة في الجلد أو الجسم. وبشكل عام فإن ذوي البشرة البيضاء أكثر تأثراً بالشيخوخة المبكرة من ذويالبشرة الداكنة والسمراء.

 

 

التلوث والغبار:

 

التعرض للملوثات البيئية من عوادم السيارات، والتعرض لمخلفات المصانع والمعامل، والأتربة وأجهزة التكييف يعدعاملا مؤثرا يومياً وتدريجياً خفياً لا نشعر به، إلا أنه يترك مع الزمن آثاره السيئة على الجلد ويسرع من عمليةشيخوخة الجلد.

 

 

نوع الجنس:

 

الاختلاف في السرعة التي يفقد بها الجلد مواد الألياف التي تشد الجلد بشكل طبيعي هو اختلاف مرتبط بنوعالجنس، حيث ان حدوث هذه التغيرات أسرع عند الإناث من الذكور، ولذلك فان ظهور علامات الشيخوخة الجلديةعند النساء يحدث بسرعة تفوق حدوثها لدى الرجال.

 

 

الوزن:

 

وزن الجسم واختلافاته من زيادة ونقصان، بالإضافة إلى العوامل التي تتحكم في تركيب وسمك الجلد نفسهوإفرازاته الدهنية، لها تأثير كبير على شيخوخة الجلد. فالملاحظ ان شيخوخة الجلد تظهر بشكل أسرع علىاصحاب الوجه الهزيل مقارنة بأصحاب الوجه الممتلئ.

 

 

التغييرات الهرمونية:

 

هذه التغييرات تحدث عند الرجل مع تقدم السن وعند المرأة اعتباراً من سن اليأس وتؤدي إلى حدوث الترهلوشيخوخة الجلد.

 

 

الأمراض المزمنة:

 

مثل داء السكري وأمراض الغدد الصماء وأمراض الكلى والكبد. وتؤثر هذه الأمراض، خصوصاً عند حدوثها في سنمبكرة، على حيوية الجلد ولونه.

 

 

سوء التغذية:

 

نقص الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم وأنواع عديدة أخرى من الفيتامينات والمعادن لها تأثير كبير على الجلد،حيث تؤدي الى فقد نضارة البشرة وشحوبها الدائم.

 

 

الجفاف:

 

فقدان عنصر الماء، وهو عنصر حيوي لخلايا الجسم، يؤدي الى جفاف الجلد وسهولة تكُون التجاعيد به.

 

 

العقاقير الطبية ومستحضرات التجميل

 

سوء استخدام بعض العقاقير الطبية ومواد التجميل قد يضر الخلايا المرنة والألياف، مما يعمل على ضعف الجلدوترهله.

 

 

الحالة النفسية والأرق وقلة النوم:

 

هناك الكثير ممن يعانون من الأرق وقلة النوم وتأثير هذه المعاناة يظهر على الجلد، حيث يصبح الجلد باهتاللون، فاقدا للحيوية وكثير التجاعيد، هذا بالاضافة الى التجاعيد الناجمة عن تعبيرات الوجه المتكررة كالعبوسوالغضب.

إن الوقاية من هذه العوامل خطوة ضرورية وأساسية لتأخير شيخوخة الجلد والمحافظة على بشرة نضرة شابة. 

 

نصائح لإبطاء عملية الشيخوخة

يوصي الخبراء باتباع عدد من النصائح التي تقي الإنسان من الشيخوخة المبكرة:

البعد عن أشعة الشمس: فهذا هو خط الدفاع الأول ضد التجاعيد، الذي ينصح به الخبراء. فالبقاء تحت أشعةالشمس لفترات طويلة يؤثر في الجلد بنفس التأثير الذي يلحقه بالفاكهة الجافة، فهي تجعله يذبل.

 

– تجنب استخدام أجهزة تسمير البشرة:

 لأنها تنتج بنفس الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب التجاعيد، مثل الشمس.

 

– الابتعاد عن تقطيب الوجه:

 تقول الدكتورة ماريان أودونج: «انه لا مانع أحيانا من تحريك أجزاء الوجه، ولكن تقطيب الحواجب باستمرار أوتضييق العينين أو تجعيد الشفاه سوف تسبب ظهور التجاعيد بمرور الوقت، وتزيد التجاعيد الموجودة سوءاً».

 

– تجنب تعريض الوجه للشمس:

 إن أكثر شيء يسبب تجاعيد الوجه هو الخروج إلى أشعة الشمس من دون ارتداء النظارات الشمسية وقبعةواقية، فهذا لا يسبب فقط التعرض لأشعة الشمس المؤذية، بل أنه يجعلك تميل إلى تضييق العينين مما يؤدىإلى ظهور تجاعيد صغيرة حولهما.

 

-المثابرة على تثبيت الوزن:

 لما تسببه زيادة الوزن من تمدد في الجلد. ويقول د. ستيفين، إن فقدان الوزن، خاصة لدى كبار السن، حيثتقل مرونة الجلد، يمكن أن يسبب ظهور التجاعيد، لأن الجلد لن يعود إلى حجمه الأصلي مرة أخرى تماما. ومنالأفضل أن لا يزيد الوزن في المقام الأول. أما إذا زاد فلا بد من التخلص من هذا الوزن الزائد قبل سن الأربعين،ومن ثم المحافظة على ثبات الوزن باستمرار.

 

-المواظبة على ممارسة الرياضة:

 ان الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ويتمتعون بلياقة بدنية عالية تكون صحتهم أفضل وجلدهم أكثر مرونة عنغيرهم.

 

-تناول الغذاء السليم:

 تعتبر الفيتامينات والمعادن مهمة جدا للحفاظ على بشرة نضرة وشابة، ومن أهمها فيتامين (بي المركب)الموجود في لحوم البقر والدجاج والبيض والحبوب الكاملة والدقيق والحليب وغيره، وفيتامين( أيه وسي)الموجودان في الفاكهة الطازجة، وتلك أفضل أطعمة لبشرة صحية.

 

-تناول السوائل:

 ينصح الخبراء بشرب ما لا يقل عن ليترين من الماء الصافي يوميا، لما في ذلك من فائدة لترطيب البشرةوالمحافظة على ليونتها ومرونتها ونضارتها. فعدم شرب الماء يؤدي إلى الجفاف المسبب لظهور التجاعيدالصغيرة.

 

-استخدام الكريمات المرطبة:

 لا يوجد أي كريم مرطب يمكنه أن يعيد عملية الشيخوخة إلى الوراء، ولكن ان كانت البشرة جافة فإن استخدامالغسول أو الكريم المرطب يمكن أن يخفي بعض التجاعيد الصغيرة، التي تتكون على سطح البشرة، لذا منالمهم ترطيب البشرة بالماء قبل وضع الكريم المرطب.

 

-عدم استخدام الصابون بكثرة:

 يميل الناس في مجتمعاتنا إلى الإفراط في الاغتسال بالماء والصابون، مما يؤدي إلى الجفاف الذي قد يؤديالى ظهور التجاعيد المؤقتة، والحل هو تقليل عدد مرات الاغتسال، مع استخدام صابون ملطف، وأن يزال جيدا،لأن ترك الصابون على البشرة سوف يزيد من جفافها.

 

-استخدام جهاز منظم للرطوبة: الحفاظ على جو المنزل رطبا مفيد جدا للبشرة، وقد يمنع ذلك ظهور التجاعيدالصغيرة المؤقتة المصاحبة للبشرة الجافة.

 

-التقليل من التوتر:

 العلاقة بين التجاعيد والانفعالات، ربما تكون علاقة سطحية، ولكن السعداء دائمي الابتسامة، تحولابتساماتهم دون ظهور التجاعيد الصغيرة، كما وتحول اهتمام الآخرين بعيداً عن ملاحظة تجاعيد وجوههم.

 

على الرغم من أن التقدم في العمر، وما يصاحبه من ظهور للتجاعيد، يعبر عن الحكمة، الا أن غالبية الناس لاترغب، ولا ترحب بهذه التغيرات الجلدية، ثمناً لتلك الصفات الوقورة، بل يتمنون عودة الزمن الى الوراء للحفاظعلى المظهر الشبابي.

والحقيقة العلمية تقول إن معالم الشيخوخة تبدأ لدى الانسان، منذ اللحظة التي يولد فيها. وخلال النموالطبيعي للانسان، ومرور سنوات العمر، تظهر تأثيرات ذلك التقدم في السن على أجسادنا عند بلوغ عمرالعشرين عاماً، مقارنة بما عليه حال الجلد قبل ذلك. وبعد العشرين يؤدي التقدم في العمر، مع استمرار عملبرامج معينة في جينات الخلايا، الى تغييرات تختلف من شخص لآخر. وحال الجلد هنا أشبه بحال العظام.

ومعلوم أن العظم يتكون ويتراكم، وتتراكم محتويات بنيته الى سن العشرين، ثم يبدأ العظم دريجياً في فقد قوتهومحتواه. وفي بشكل عام، حينما يبدأ الجلد بفقدان مرونته، فإنه يصبح أكثر جفافاً، وتبدأ طبقة الدهون والشحمالمبطنة للجلد (أي تحت طبقة الجلد) بالتلاشي التدريجي. وهو ما يعني أن قوة دعم طبقة الشحم لنضارةالجلد تقل تدريجياً، وبالتالي يبدأ الجلد بالترهل وتظهر التجاعيد. ومع حصول الجفاف تزيد الحكة وتطول مدةالتئام الجروح. وهذا ما يحصل في الحالات الطبيعية، بناءً على برمجة خلايا الجسم لأنظمة الهدم الطبيعية. لكنثمة ما يترافق مع هذه الشيخوخة الجلدية الطبيعية الخارجية، التي من أهمها التعرض للمتغيرات البيئيةالمحيطة بنا، أو التعرض لتأثيرات سلوكيات معينة في حياتنا. 

ومن أهم المتغيرات البيئية التعرض لأشعة الشمس. ومن السلوكيات عادة التدخين، نظراً للتأثيرات البيولوجيةوالكيميائية للدخان على خلايا الجلد، ونظام تراكيبه ودعم هيئة بنيته. 

الجلد وأشعة الشمس

تقوم أشعة الشمس المحتوية على الأشعة فوق البنفسجية (uv) بتسريع شيخوخة الجلد، من خلال تأثيرهاالأكبر على التغيرات الجلدية، مثل خشونة سطح الجلد، والتجاعيد الخفيفة، وظهور التصبغات البنية على الوجهواليدين، وتوسع الأوعية الدموية الجلدية الصغيرة. وإضافة إلى ذلك فإن التعرض المستمر والمزمن لأشعةالشمس الضارة يعتبر أحد العوامل التي تمثل خطورة على ظهور سرطان الجلد.

وعادة ما تبدأ شيخوخة الجلد بالترهل وظهور التجاعيد في المناطق المكشوفة منه أولاً, ثم تظهر الشعيراتالدموية الدقيقة عليه، والتصبغات الجلدية في شكل شامات ونتوءات دهنية صغيرة  وزوائد لحمية، تنتشر فيجميع أنحاء الجسم، وبصفة خاصة على الوجه.

وثمة من تبدأ هذه التغيرات لديه بصورة مبكرة، أي في العقد الثالث من العمر، وتنتشر لديه فقط، على المناطقالمكشوفة والمعرضة للشمس. وهنا يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً في سرعة تأثر الجلد بالنتائجالفيزيائية لأشعة الشمس على الجلد.

والبقاء لفترات طويلة تحت أشعة الشمس له تأثير مباشر على سرعة ترهل الجلد وشيخوخته، وسبب رئيسيلتلف خلايا البشرة. ولقد وضّح العديد من الباحثين، بعد إجراء الفحص النسيجي لعينات مأخوذة من مناطقجلدية تعرضت وأخرى لم تتعرض لأشعة الشمس ومن مختلف أنواع الجلد ودرجات لونه، بأن درجة تلف الجلدتختلف من شخص إلى آخر، حسب كمية الصبغة (الميلانين) الموجودة لديه. وعليه فالاختلاف في درجة التلفمرتبط بدرجة تلون الجلد، حيث ان الأشخاص ذوي البشرة السمراء أو السوداء يتعرضون بشكل أقل للتغيراتالناجمة عن أشعة الشمس.

وكثرة التعرض لأشعة الشمس تسبب التجاعيد، وينصح الأطباء بالتالي للوقاية من ذلك:

الابتعاد عن شمس منتصف النهار، لأن حوالي خمسة وتسعين في المائة من أشعة الشمس التي تسببالتجاعيد، تسقط على الأرض بين الساعة العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر.

استخدام الكريمات الواقية: من المفضل استخدام كريمات الحماية من أشعة الشمس عند التعرض لأشعةالشمس. وكي يكون كريم الحماية فعالا في مقاومة التجاعيد يجب وضعه قبل الخروج إلى الشمس بنصفساعة على الأقل ويراعى تجديد وضعه مع مرور الوقت.

الحذر من الأسطح العاكسة لأشعة الشمس: لأنها تبعث أشعة الشمس نفسها، خصوصا الأسطح ذات اللونالفاتح مثل الثلج والرمال والعدسات.

عدم التعرض لأشعة الشمس في الأماكن المرتفعة، حيث يكون الغلاف الجوي أقل سمكا، فتصبح أشعةالشمس في أقوى حالاتها مما يسبب ذبول وضعف البشرة.

تناول فيتامين «D» بصورة كافية، بتناول الحليب والجبن الغني به، أو تناول مكملات الفيتامينات. 

 

التدخين وشيخوخة الجلد

ويزيد التدخين من تسارع عملية شيخوخة الجلد، حيث يعاني المدخنون لوقت طويل من ظهور خطوط فيالوجه أكثر من غير المدخنين من الفئة العمرية ذاتها. ويميل لون بشرة المدخنين للون الأصفر وللشحوب، إضافةإلى ما يسببه التدخين من زيادة فرص الإصابة بسرطان الجلد.

وأكدت أبحاث أجراها فريق طبي بجامعة ميتشغان على الأثر السلبي والضار للتدخين، خاصة في مناطقالجسم الداخلية، التي لا تتعرض عادة لأشعة الشمس، حيث قام الفريق الطبي بفحص الجزء العلوي لجلد اليدمن الداخل لأشخاص مدخنين، وآخرين غير مدخنين تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والعشرين، والتسعين عاما،مما سمح بأن تؤخذ بعين الاعتبار الحالات الطبيعية للجلد في مراحل عمرية مختلفة، ومعظمهم كانوا منالمدخنين بمعدل خمس الى ثمانين سيجارة يوميا.

كما وضع الفريق تسع نقاط لقياس حجم الأضرار التي تصيب الجلد الذي لا يتعرض للضوء، ووجدوا أن هناكنقطتين من خلالهما يمكن معرفة حجم الضرر الذي يتعرض له الجلد، وأبرزها علامات وتجاعيد تشير إلى مظاهرتقدم العمر والشيخوخة أكثر مما هو عليه العمر الحقيقي للشخص. ولاحظ الفريق الباحث أن التدخين يعملعلى انهيار مادة “الكولاجين” المسؤولة عن نضارة البشرة، وتساهم في تضاؤل إنتاجه بالجسم، الأمر الذييؤدي إلى خشونة الجلد، وعدم مرونته، بحسب ما جاء في تقرير للجامعة. كما سجل الفريق عملية انقباضللأوعية الدموية الصغيرة، مما يخفض إمدادات الأوكسجين إلى الجلد، وغيرها من أمراض الجهاز التنفسيوسرطان الجلد المعروفة.ولعل أفضل طريقة للمحافظة على الجلد ونضارته والصحة، بشكل عام، هو الإقلاعالفوري عن التدخين. 

عوامل وأسباب أخرى لشيخوخة الجلد

 

 

عوامل وراثية:

 

مما لا شك فيه ان الجينات والعوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا في تحديد وتسريع، أو إبطاء ظهور علاماتالشيخوخة في الجلد أو الجسم. وبشكل عام فإن ذوي البشرة البيضاء أكثر تأثراً بالشيخوخة المبكرة من ذويالبشرة الداكنة والسمراء.

 

 

التلوث والغبار:

 

التعرض للملوثات البيئية من عوادم السيارات، والتعرض لمخلفات المصانع والمعامل، والأتربة وأجهزة التكييف يعدعاملا مؤثرا يومياً وتدريجياً خفياً لا نشعر به، إلا أنه يترك مع الزمن آثاره السيئة على الجلد ويسرع من عمليةشيخوخة الجلد.

 

 

نوع الجنس:

 

الاختلاف في السرعة التي يفقد بها الجلد مواد الألياف التي تشد الجلد بشكل طبيعي هو اختلاف مرتبط بنوعالجنس، حيث ان حدوث هذه التغيرات أسرع عند الإناث من الذكور، ولذلك فان ظهور علامات الشيخوخة الجلديةعند النساء يحدث بسرعة تفوق حدوثها لدى الرجال.

 

 

الوزن:

 

وزن الجسم واختلافاته من زيادة ونقصان، بالإضافة إلى العوامل التي تتحكم في تركيب وسمك الجلد نفسهوإفرازاته الدهنية، لها تأثير كبير على شيخوخة الجلد. فالملاحظ ان شيخوخة الجلد تظهر بشكل أسرع علىاصحاب الوجه الهزيل مقارنة بأصحاب الوجه الممتلئ.

 

 

التغييرات الهرمونية:

 

هذه التغييرات تحدث عند الرجل مع تقدم السن وعند المرأة اعتباراً من سن اليأس وتؤدي إلى حدوث الترهلوشيخوخة الجلد.

 

 

الأمراض المزمنة:

 

مثل داء السكري وأمراض الغدد الصماء وأمراض الكلى والكبد. وتؤثر هذه الأمراض، خصوصاً عند حدوثها في سنمبكرة، على حيوية الجلد ولونه.

 

 

سوء التغذية:

 

نقص الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم وأنواع عديدة أخرى من الفيتامينات والمعادن لها تأثير كبير على الجلد،حيث تؤدي الى فقد نضارة البشرة وشحوبها الدائم.

 

 

الجفاف:

 

فقدان عنصر الماء، وهو عنصر حيوي لخلايا الجسم، يؤدي الى جفاف الجلد وسهولة تكُون التجاعيد به.

 

 

العقاقير الطبية ومستحضرات التجميل

 

سوء استخدام بعض العقاقير الطبية ومواد التجميل قد يضر الخلايا المرنة والألياف، مما يعمل على ضعف الجلدوترهله.

 

 

الحالة النفسية والأرق وقلة النوم:

 

هناك الكثير ممن يعانون من الأرق وقلة النوم وتأثير هذه المعاناة يظهر على الجلد، حيث يصبح الجلد باهتاللون، فاقدا للحيوية وكثير التجاعيد، هذا بالاضافة الى التجاعيد الناجمة عن تعبيرات الوجه المتكررة كالعبوسوالغضب.

إن الوقاية من هذه العوامل خطوة ضرورية وأساسية لتأخير شيخوخة الجلد والمحافظة على بشرة نضرة شابة. 

 

نصائح لإبطاء عملية الشيخوخة

يوصي الخبراء باتباع عدد من النصائح التي تقي الإنسان من الشيخوخة المبكرة:

البعد عن أشعة الشمس: فهذا هو خط الدفاع الأول ضد التجاعيد، الذي ينصح به الخبراء. فالبقاء تحت أشعةالشمس لفترات طويلة يؤثر في الجلد بنفس التأثير الذي يلحقه بالفاكهة الجافة، فهي تجعله يذبل.

 

– تجنب استخدام أجهزة تسمير البشرة:

 لأنها تنتج بنفس الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب التجاعيد، مثل الشمس.

 

– الابتعاد عن تقطيب الوجه:

 تقول الدكتورة ماريان أودونج: «انه لا مانع أحيانا من تحريك أجزاء الوجه، ولكن تقطيب الحواجب باستمرار أوتضييق العينين أو تجعيد الشفاه سوف تسبب ظهور التجاعيد بمرور الوقت، وتزيد التجاعيد الموجودة سوءاً».

 

– تجنب تعريض الوجه للشمس:

 إن أكثر شيء يسبب تجاعيد الوجه هو الخروج إلى أشعة الشمس من دون ارتداء النظارات الشمسية وقبعةواقية، فهذا لا يسبب فقط التعرض لأشعة الشمس المؤذية، بل أنه يجعلك تميل إلى تضييق العينين مما يؤدىإلى ظهور تجاعيد صغيرة حولهما.

 

-المثابرة على تثبيت الوزن:

 لما تسببه زيادة الوزن من تمدد في الجلد. ويقول د. ستيفين، إن فقدان الوزن، خاصة لدى كبار السن، حيثتقل مرونة الجلد، يمكن أن يسبب ظهور التجاعيد، لأن الجلد لن يعود إلى حجمه الأصلي مرة أخرى تماما. ومنالأفضل أن لا يزيد الوزن في المقام الأول. أما إذا زاد فلا بد من التخلص من هذا الوزن الزائد قبل سن الأربعين،ومن ثم المحافظة على ثبات الوزن باستمرار.

 

-المواظبة على ممارسة الرياضة:

 ان الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ويتمتعون بلياقة بدنية عالية تكون صحتهم أفضل وجلدهم أكثر مرونة عنغيرهم.

 

-تناول الغذاء السليم:

 تعتبر الفيتامينات والمعادن مهمة جدا للحفاظ على بشرة نضرة وشابة، ومن أهمها فيتامين (بي المركب)الموجود في لحوم البقر والدجاج والبيض والحبوب الكاملة والدقيق والحليب وغيره، وفيتامين( أيه وسي)الموجودان في الفاكهة الطازجة، وتلك أفضل أطعمة لبشرة صحية.

 

-تناول السوائل:

 ينصح الخبراء بشرب ما لا يقل عن ليترين من الماء الصافي يوميا، لما في ذلك من فائدة لترطيب البشرةوالمحافظة على ليونتها ومرونتها ونضارتها. فعدم شرب الماء يؤدي إلى الجفاف المسبب لظهور التجاعيدالصغيرة.

 

-استخدام الكريمات المرطبة:

 لا يوجد أي كريم مرطب يمكنه أن يعيد عملية الشيخوخة إلى الوراء، ولكن ان كانت البشرة جافة فإن استخدامالغسول أو الكريم المرطب يمكن أن يخفي بعض التجاعيد الصغيرة، التي تتكون على سطح البشرة، لذا منالمهم ترطيب البشرة بالماء قبل وضع الكريم المرطب.

 

-عدم استخدام الصابون بكثرة:

 يميل الناس في مجتمعاتنا إلى الإفراط في الاغتسال بالماء والصابون، مما يؤدي إلى الجفاف الذي قد يؤديالى ظهور التجاعيد المؤقتة، والحل هو تقليل عدد مرات الاغتسال، مع استخدام صابون ملطف، وأن يزال جيدا،لأن ترك الصابون على البشرة سوف يزيد من جفافها.

 

-استخدام جهاز منظم للرطوبة: الحفاظ على جو المنزل رطبا مفيد جدا للبشرة، وقد يمنع ذلك ظهور التجاعيدالصغيرة المؤقتة المصاحبة للبشرة الجافة.

 

-التقليل من التوتر:

 العلاقة بين التجاعيد والانفعالات، ربما تكون علاقة سطحية، ولكن السعداء دائمي الابتسامة، تحولابتساماتهم دون ظهور التجاعيد الصغيرة، كما وتحول اهتمام الآخرين بعيداً عن ملاحظة تجاعيد وجوههم.