مع بلوغ الخامسة والستين من العمر، ترتفع احتمالات إصابة البشر بمرض السرطان ارتفاعًا كبيرًا، ومعه ترتفع معدلات الوفاة الناجمة عن الإصابة به. وبالرغم من ذلك، فإن فهْمنا للعلاقة المعقدة بين التقدم في السن والسرطان لا يزال في مراحله الأولى. فعلى مدى عقود، عَزَا العلماء تلك الصلة -بالدرجة الأولى- إلى زيادة زمن تعرُّض كبار السن للمُطفرات، غير أن هذا التصور لا يفسر الدور الثابت لبعض العوامل المؤثرة على فرص الإصابة بالسرطان، ومنها الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة، والجزيئات الصغيرة التي تستهدف وتيرة التقدم في العمر الأيضي.

وفي البحث المنشور، يوضح الباحثون أن التغيرات الأيضية التي تحدث بالتزامن مع تقدم العمر يمكنها أن تنتِج بيئة تؤثر على كافة أجهزة الجسم، وتعزز نمو الأورام وضراوتها. ويشير الباحثون -بصفةٍ خاصة- إلى زيادة محتوى حمض الميثيل مالونِيك (MMA)، وهو أحد النواتج الثانوية لعملية أيض البروبيونات، في مصل الدم المأخوذ من كبار السن، ويعمل كوسيط يحفز عملية تطور الأورام. وقد أرجع الباحثون هذا التأثير إلى قدرة حمض الميثيل مالونِيك على تحفيز التعبير عن بروتين SOX4، ومن ثم إثارة عملية إعادة البرمجة النسخية، القادرة على إكساب الخلايا السرطانية خصائص عدوانية.وهكذا، فإن تراكم حمض الميثيل مالونِيك يمثل حلقة وصل بين التقدم في العمر، وتطور السرطان؛ ما يشير إلى أن هذا الحمض يمثل هدفًا علاجيًّا واعدًا للسرطانات المتقدمة التي تنشأ في الأنسجة الطلائية.

المصدر: https://arabicedition.nature.com/journal/2020/09/s41586-020-2630-0/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%83%D9%85-%D8%AD%D9%85%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%B7-%D8%A8%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D8%B2%D8%B2-%D9%86%D9%85%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%85