تُحاط الأشكال الناضجة من فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من النوع الثاني “سارس-كوف-2” بطبقة شحمية ثنائية تَبرُز منها بوليمرات ثلاثية المونمرات خاصة بالبروتين الشوكي (S) للفيروس. وفي هذا البروتين الشوكي، تتحد البوليمرات ثلاثية المونمرات المرتبطة بكثافة بمجموعات جلايكوزيل مع المستقبِل الخاص بالإنزيم المُحوِّل للأَنجيوتنسين من النوع الثاني الموجود في الخلايا المستهدفة، وتلعب دور الوسيط في دخول الفيروسات الناضجة إلى هذه الخلايا. ويُظهِر البروتين الشوكي مرونة تركيبية كبيرة؛ فهو ينظِّم عملية التحام موقع ارتباطه بالمُستقبِل سالف الذكر. وبالتالي، تتغير بِنْيته تمامًا لحثِّ اندماج الغشاءين الفيروسي والخلوي. وقد خضعت بِنَى البروتينات الشوكية المُنقَّاة، القابلة للذوبان، التي يجري التعبير عنها بصورة مفرطة، فضلًا عن تكويناتها، للدراسة على نحو مفصل باستخدام تقنية الفحص المجهري الإلكتروني فائق التبريد، غير أنه لا تزال بِنَى هذه البروتينات وتوزيعاتها على سطح الفيروسات الناضجة مجهولتين حتى الآن. وفي هذا البحث المنشور، استخدم الباحثون الفحص المجهري الإلكتروني فائق التبريد والتصوير المقطعي في تصوير فيروسات “سارس-كوف-2” سليمة وناضجة، بهدف الوقوف على بِنَى البوليمرات ثلاثية المونمرات، ومرونتها التركيبية، وتوزيعاتها موضعيًّا على سطح هذه الفيروسات بدقة عالية. وتكشف نتائج هذه الدراسة عن تكوينات البروتينات الشوكية على الفيروسات الناضجة، كما تُوفِّر أساسًا يتيح فهم التفاعلات التي تحدث بين البروتينات الشوكية، والأجسام المُضادة المُحيِّدة خلال العدوى أو التحصين.

المصدر: https://arabicedition.nature.com/journal/2020/12/s41586-020-2665-2/%D8%A8%D9%90%D9%86%D9%8E%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%C2%AB%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%83%D9%88%D9%81-2%C2%BB-%D9%86%D8%A7%D8%B6%D8%AC%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A9