يعزو العلماء أغلب الوفيات الناتجة عن مرض السرطان إلى عملية الانتشار النقيلي (ويُقصد به انتشار الأورام إلى مناطق أخرى من الجسم غير التي نشأت فيها). ومع ذلك، فقد كان من الصعب إجراء أبحاثٍ واسعة النطاق على تلك العملية، بسبب تعقيد النماذج المستخدَمة لدراسة الأورام السرطانية في أجسام الكائنات الحية.

وفي هذا البحث المنشور، يطرح الباحثون استراتيجية للوسم الجيني في الجسم الحي، يمكنها أن تُحدِّد احتمالية الانتشار النقيلي لخطوط الخلايا السرطانية البشرية على نطاقٍ واسع في الطعوم المزروعة في الفئران. وقد تحقَّق الباحثون من فعالية استراتيجيتهم، وقابلية توسيع نطاق تطبيقها، وإمكانية الحصول على النتائج نفسها عند تكرار تطبيقها. كما قاموا بإجرائها على 500 خط خلوي، شملت 21 نوعًا من الأورام الصلبة. واستعانوا بها في وضع أول “خريطة انتشارٍ نقيلي” MetMap على الإطلاق، للكشف عن أنماط الانتشار النقيلي الخاصة بأعضاء الجسم المختلفة، وهو ما أتاح الربط بين هذه الأنماط، والسمات الإكلينيكية والجينومية.

إلى جانب هذا، برهن الباحثون على جدوى تلك الخرائط، من خلال دراسة الأسس الجزيئية لسرطانات الثدي القادرة على الانتشار إلى الدماغ عبر عملية الانتشار النقيلي؛ الذي يُعَد سببًا رئيسًا لوفاة المرضى المصابين بهذا النوع من السرطان. وقد رصدوا أدلةً على أنَّ سرطانات الثدي هذه تصاحبها تغيراتٌ في عمليات أيض الدهون. وأسفر إجراء بعض التغييرات في عمليات أيض الدهون بهذه الخلايا عن كبح عملية الانتشار النقيلي للأورام السرطانية إلى الدماغ، وهو ما يطرح استراتيجية علاجية لمكافحة المرض، ويبرهن على جدوى خرائط الانتشار النقيلي كوسيلةٍ لدعم الأبحاث المجراة في ذلك المجال.

المصدر: https://arabicedition.nature.com/journal/2020/12/s41586-020-2969-2/%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9