يحتفل العالم في الرابع والعشرين من آذار من كل عام باليوم العالمي لمرض السل ، حيث يتم في هذا اليوم نشر التوعية حول هذا المرض والإشارة إلى أنه لا يزال حتى اليوم يعد جائحة في معظم أنحاء العالم . فمن الجدير بالذكر أنه يسبب وفاة نحو مليون ونصف شخص سنوياً، معظمهم في الدول النامية .

احصائيات هامة حول مرض السل بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO ) :

● بعد مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، يقع مرض السل في المرتبة الثانية من حيث التسبب في الوفاة عالمياً كمرض التهابي.
● أصيب بالسل نحو 8.6 مليون شخص حول العالم في عام 2012 بهذا المرض، كما وأدى إلى وفاة 1.3 مليون شخص.
● أكثر من 95% من حالات الوفاة الناجمة عن المرض المذكور تحدث في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، كما ويقع ضمن أول ثلاثة أسباب للوفاة لدى النساء في سن ما بين 15-44 عاماً .
● يقدر عدد الأطفال الذين أصيبوا بالسل  في عام 2012 بنحو 530 ألف طفل.
● يعد هذا المرض السبب الأول في وفاة مرضى الإيدز، إذ يؤدي إلى وفاة 20% منهم.
● عدد حالات الإصابة بهذا المرض في تراجع مستمر في الأونة الأخيرة . 
● انخفض معدل الوفيات ما بين عامي 1990-2012 بما نسبته 45% .
● نحو 20% من حالات الإصابة بهذا المرض عالمياً تعزى إلى التدخين.
● نحو نصف مليون طفل تتراوح أعمارهم ما بين 0-14 عاما توفوا نتيجة لهذا المرض عام 2012 . 
● سجل أكبر عدد من حالات الإصابات الجديدة بهذا المرض عام 2012 في آسيا، حيث وصلت نسبة هذه الحالات إلى 60% من مجمل الحالات عالمياً . أما في الدول الإفريقية التي تقع جنوب الصحراء الكبرى، فقد سجل أكبر عدد من الإصابات الجديدة مقارنة بعدد السكان، إذ كان عدد المصابين 255 شخصاً من كل مئة ألف . 

● في إقليم شرق المتوسط، فمعدّل الاكتشاف لا يتجاوز 63% (حسب إحصاءات تقرير السل العالمي لعام 2013). ويعني ذلك أنه من بين 670 ألف حالة سلٍ قدَّر وقوعها عام 2012 فإن 250 ألف حالة لم يتم اكتشافها وإبلاغ النظم الصحية بها.  وفي الإقليم أيضاً، بقي ثلثا حالات الإصابة بالسل التي وقعت بين النساء عام 2013 غير مكتشَفة . 

● عربياً و بحسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة السعودية ، بلغ عدد المصابين بالسل الرئوي 931 حالة لكل 100000 من السكان . كما و شهدت المملكة انخفاضاً في معدل الإصابة بالدرن (الرئوي وغير الرئوي) في المملكة من (13.6) لكل (100.000) نسمة في عام 1432هـ/2011م إلى (12.3) لكل (100.000) نسمة في عام 1433هـ/2012م .

 

و هنا نعرف ببعض المعلومات الهامة عن السل :

ما هو السل :

يُعرف مرض السل بأنه مرض التهابي معد ينجم عن بكتيريا المتفطرة السلية (Mycobacterium tuberculosis )، والتي غالباً ما تصيب الرئتين، غير أنه قد ينتقل إلى أعضاء أخرى. ويعد هذا المرض قابلاً للوقاية والشفاء.

أما عن كيفية انتقال هذا المرض من شخص لآخر،  فإنه ينتقل عبر الهواء ،  إذ يحمل القطرات الخارجة من المصاب عند العطاس أو السعال أو البصاق . فإن وصلت هذه القطرات للشخص السليم ، فإنه يُصاب بالمرض. ويذكر أن نحو ثلث سكان العالم يحملون هذا المرض لكن بشكل كامن، أي أنهم مصابون بالبكتيريا المذكورة لكن الأعراض لم تظهر عليهم بعد.

وتجدر الإشارة إلى أنه ليس كل من يصاب بالبكتيريا المذكورة يُصاب بالسل. فاحتمالية إصابته به تصل إلى 10% فقط في وقت ما من حياته، غير أن هذه الاحتمالية ترتفع، وبشكل كبير، لدى من لديهم ضعف في جهاز المناعة، منهم من لديهم سوء تغذية ومصابو الإيدز  و السكري ومن يستخدمون العلاج الكيميائي ضد السرطان ومن يدخنون التبغ.

وعند حدوث المرض بالفعل، فإن الشخص يُصاب بأعراض عديدة، أهمها السعال الذي قد يتصاحب مع الدم، فضلاً عن الشعور بالإرهاق و ارتفاع درجات الحرارة والتعرق الليلي و فقدان الوزن . وبما أن هذه الأعراض تكون بسيطة في البداية، فذلك غالباً ما يؤدي إلى تأخير لجوء الشخص إلى الرعاية الطبية، ما يفضي إلى تفاقم المرض وانتقاله للآخرين. و إذا لم لم يعالج هذا المرض الالتهابي بالشكل المناسب، فإنه قد يسبب وفاة ثلثي مصابيه.

 

كيفية علاج السل : 

يعد هذا المرض قابلاً للعلاج. فعلاج الحالات التي تتجاوب مع الأدوية يكون عبر استخدام أربعة أدوية مضادة للميكروبات. وتستخدم لمدة ستة أشهر تحت رقابة الطبيب. ويجب الالتزام بأخذ هذه الأدوية في المواعيد التي يحددها الطبيب حتى لا تفقد فعاليتها.

ومن الجدير بالذكر أنه بسبب كون هذه الأدوية مستخدمة منذ عقود، فقد حدث ما يسمى بالسل المقاوم للأدوية. وللأسف، فإن السلالات البكتيرية المقاومة للأدوية، والتي تم تسجيلها في جميع الدول التي تم اختبارها، بتزايد مستمر.

ويعرف السل المقاوم للأدوية بأنه أحد أشكال هذا المرض، غير أنه ﻻ يتجاوب مع أكثر الأدوية فعالية ضده، وهما الأيسونيازيد والريفامبين على الأقل. ويقع هذان الدواءان في الصف الأول لعلاج هذا المرض.

أما عن كيفية علاجه، فهو يعالج بالأدوية من الصف الثاني، غير أن الخيارات محدودة وقد لا يتواجد بعض منها. فضلاً عن ذلك، فإن علاج هذا النوع من السل يستمر لمدة عامين.

ويذكر أن هناك بعض الحالات التي تكون فيها المقاومة للأدوية أكثر شدة، إذ يستجيب المرض لعدد محدود من الأدوية من فئة الصف الثاني نفسها.

 

الوقاية من مرض السل : 

أولاً الكشف المبكر لمن لديهم خطورة مرتفعة :

تعد الوقاية من مرض السل أمراً ممكناً، حتى لدى من تعرضوا لشخص مصاب به. فمن تعرضوا إلى بكتيريا هذا المرض ومن يعدون في خطر عالٍ للإصابة به، فضلاً عن اختصاصيي الصحة، عليهم الخضوع لفحص جلدي للتأكد من إصابتهم به، ذلك بأن اكتشاف التعرض للبكتيريا مبكراً يسرع في علاجه، الأمر الذي يقلل من احتمالية انتشاره.

وتجدر الإشارة إلى أن اكتشاف تعرض الشخص لبكتيريا هذا المرض لايعني أن الشخص مصاب به.

ثانياً تناول اللقاح الخاص بالسل : 

هناك مطعوم للوقاية من هذا المرض يعرف بالBCG، غير أن فعاليته محدودة، كما وأن استخدامه لا يلغي ضرورة خضوع لفحص اكتشاف التعرض للبكتيريا المذكورة .

 

ثالثاً تجنب التعرض للمصابين بالسل :

أما أكثر الطرق فعالية للوقاية من هذا المرض، فهي الابتعاد عمن يحملونه وعن مصابيه والابتعاد عن أدواتهم الخاصة وطعامهم وشرابهم.