يصف العلماء و مؤرخو العلم أن القرن العشرين هو قرن البيولوجيا لأنه شهد تطور في فروع العلوم البيولوجيه التي عرفها العالم في القرن التاسع عشر وأبرزها البيوكيمياء و البيولوجيا الجزئية و علم الخلايا و علم الجينات الذي ظهر كعلم مستقل في أواخر القرن التاسع عشر.   كل هذه الفروع لعلم البيولوجيا أدت إلى ظهور مايعرف بالتكنولوجيا الحيوية وهو مصطلح يشمل أي تقنية تستخدم الكائنات الحية أو مستخرجاتها في تطوير و تحسين الإنتاج من المحاصيل الزراعية و الحيوانات و إنتاج الأدوية واللقاحات، و تلك المنتجات التي يطلق عليها الكيموحيوية وهي تشمل التقنيات القديمة المعروفة مثل عمليات التخمير أو إنتاج الجبن إضافة إلى التقنيات الحديثة التي تعتمد على حمض الــ DNA.

 

لقد أدى تطور الهندسة الوراثية و عمليات نقل الجينات من كائن إلى آخر إلى ظهور عمليات التحوير الوراثي و إنتاج الأغذية المعدلة وراثيا، وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الحيوية قد حققت عدد من الإنجازات و الفوائد، إلا أنها خلقت العديد من المخاوف ، حيث يسود الأوساط الشعبية القلق منالمخاطر الكامنة التي يُشكلها النمو المتسارع للصناعات البيولوجية في إنتاج المواد الغذائية و المستحضرات الصيدلانية على صحة الإنسان و الأنظمة البيئية. لقد أدى ذلك القلق الى وضع بروتوكول قرطاجنة في كولومبيا عام 1999بهدف ضمان نقل و إستخدام الأحياء و المنتجات المعدلة وراثيا بطريق تمنع الضرر الذي تسببه، و قد صاحب عمليات إنضمام بلدان العالم لهذه الإتفاقية إلى بروز مفهوم السلامة الإحيائية و الى تبني برامج السلامة الإحيائية.

 

إن السلامة الإحيائية هو مصطلح عام يعني المعرفة و التقنية و المعدات التي تستخدم لمنع تعرض الأفراد أو المعامل أو البيئة للعوامل الممرضة أو المؤثرة على الصحة والبيئة، وهو أيضا مصطلح يستخدم لشرح السياسات و الطرق المتبعة لتأمين التطبيقات الآمنة بيئياً للتقنيات التكنولوجية الحديثة، هكذا يكون بروتوكول قرطاجنة قد عرف السلامة الإحيائية الذي يتطلب هو الأخر  من البلدان المنظمة إليه أن تبني برامج السلامة الاحيائية لأجل حماية المستهلكين من إضرار المنتجات المعدلة وراثيا.

 

فهل تمتلك البلدان النامية و في مقدمتها بلداننا العربية إمكانيات الكشف عن المنتجات المعدلة وراثيا قبل أن تعرف أضرارها أو فوائدها على صحة المستهلك؟

 

من خلال نزولي الميداني الى الأخصائيين في جامعة صنعاء والهيئة العامة للبيئة في اليمن تبين لي أنه لا توجد هناك أي امكانيات تقنية للكشف عن أي منتج غذائي معدل و راثيا و بين لي المتحدثون أنهم لا يمكنهم معرفة ذلك إلا من خلال الملصق الذي يطالبون فيه الجهات المصدرة بإلصاقه على المنتج حتى يتبين فيما اذا كان ذلك المنتج معدل وراثيا أم لا. ربما هذا الوضع في عدم القدرة عن الكشف عن المنتجات المعدلة وراثيا يوجد في معظم بلداننا العربية وهو  في الحقيقة وضع مأساوي يكشف عن مدى تخلفنا العلمي الذي ينتصر به الآخرون علينا و يتحكمون بنا و في مصيرنا و لربما أصبحنا في وضع لا نستطيع فيه معرفة طبيعة الحرب البيولوجية التي نعيشها.

 

لا أريد ان أخوض في غمار الخلاف الدائر حول فوائد و أخطار المنتجات المعدلة وراثيا و لكني أريد فقط هنا أن اطرح سؤالاً مقلقاً حول ما إذا كنا قادرين على مواكبة التطورات العلمية التي يشهدها عالمنا الذي أصبح يعرف بعصر الجينات او الجينوم ؟

 

أقول قولي هذا و أنا لازلت أتذكر تحذير كان قد جاء على لسان أحد مؤسسي علم البيولوجيا الجزئية و هو إيرفين شار جاف الذي يقول :إن اللعب في الجينات يعرضنا للخطر ، فهناك أخطاء قد تكون اثناء عملية التعديل الوراثي و قد تتكون مركبات خطرة مرافقة للمنتجات المحورة وراثياً.


إذا كان ذلك تحذيراً من أحد رواد و مؤسسي علم البيولوجيا الجزئية و هو العلم الذي يدرس طبيعة الجينات و يكشف عنها فما بالكم نحن الذي نتعامل مع تلك المنتجات و لا نعرف عن طبيعتها شيئا، نحن في زمن التلاعب بالجينات النباتية و الحيوانية و نقلها إلى الانسان عن طريق الغذاء أو الدواء، و تقنيات جينية توثر فينا سلباً وايجاباً ، نحن العرب نعيش اليوم في عصر الجينات لربما نتطور به و لربما يغيرنا دون أن ندرك طبيعة ذلك التغير .

 يصف العلماء و مؤرخو العلم أن القرن العشرين هو قرن البيولوجيا لأنه شهد تطور في فروع العلوم البيولوجيه التي عرفها العالم في القرن التاسع عشر وأبرزها البيوكيمياء و البيولوجيا الجزئية و علم الخلايا و علم الجينات الذي ظهر كعلم مستقل في أواخر القرن التاسع عشر.   كل هذه الفروع لعلم البيولوجيا أدت إلى ظهور مايعرف بالتكنولوجيا الحيوية وهو مصطلح يشمل أي تقنية تستخدم الكائنات الحية أو مستخرجاتها في تطوير و تحسين الإنتاج من المحاصيل الزراعية و الحيوانات و إنتاج الأدوية واللقاحات، و تلك المنتجات التي يطلق عليها الكيموحيوية وهي تشمل التقنيات القديمة المعروفة مثل عمليات التخمير أو إنتاج الجبن إضافة إلى التقنيات الحديثة التي تعتمد على حمض الــ DNA.

 

لقد أدى تطور الهندسة الوراثية و عمليات نقل الجينات من كائن إلى آخر إلى ظهور عمليات التحوير الوراثي و إنتاج الأغذية المعدلة وراثيا، وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الحيوية قد حققت عدد من الإنجازات و الفوائد، إلا أنها خلقت العديد من المخاوف ، حيث يسود الأوساط الشعبية القلق منالمخاطر الكامنة التي يُشكلها النمو المتسارع للصناعات البيولوجية في إنتاج المواد الغذائية و المستحضرات الصيدلانية على صحة الإنسان و الأنظمة البيئية. لقد أدى ذلك القلق الى وضع بروتوكول قرطاجنة في كولومبيا عام 1999بهدف ضمان نقل و إستخدام الأحياء و المنتجات المعدلة وراثيا بطريق تمنع الضرر الذي تسببه، و قد صاحب عمليات إنضمام بلدان العالم لهذه الإتفاقية إلى بروز مفهوم السلامة الإحيائية و الى تبني برامج السلامة الإحيائية.

 

إن السلامة الإحيائية هو مصطلح عام يعني المعرفة و التقنية و المعدات التي تستخدم لمنع تعرض الأفراد أو المعامل أو البيئة للعوامل الممرضة أو المؤثرة على الصحة والبيئة، وهو أيضا مصطلح يستخدم لشرح السياسات و الطرق المتبعة لتأمين التطبيقات الآمنة بيئياً للتقنيات التكنولوجية الحديثة، هكذا يكون بروتوكول قرطاجنة قد عرف السلامة الإحيائية الذي يتطلب هو الأخر  من البلدان المنظمة إليه أن تبني برامج السلامة الاحيائية لأجل حماية المستهلكين من إضرار المنتجات المعدلة وراثيا.

 

فهل تمتلك البلدان النامية و في مقدمتها بلداننا العربية إمكانيات الكشف عن المنتجات المعدلة وراثيا قبل أن تعرف أضرارها أو فوائدها على صحة المستهلك؟

 

من خلال نزولي الميداني الى الأخصائيين في جامعة صنعاء والهيئة العامة للبيئة في اليمن تبين لي أنه لا توجد هناك أي امكانيات تقنية للكشف عن أي منتج غذائي معدل و راثيا و بين لي المتحدثون أنهم لا يمكنهم معرفة ذلك إلا من خلال الملصق الذي يطالبون فيه الجهات المصدرة بإلصاقه على المنتج حتى يتبين فيما اذا كان ذلك المنتج معدل وراثيا أم لا. ربما هذا الوضع في عدم القدرة عن الكشف عن المنتجات المعدلة وراثيا يوجد في معظم بلداننا العربية وهو  في الحقيقة وضع مأساوي يكشف عن مدى تخلفنا العلمي الذي ينتصر به الآخرون علينا و يتحكمون بنا و في مصيرنا و لربما أصبحنا في وضع لا نستطيع فيه معرفة طبيعة الحرب البيولوجية التي نعيشها.

 

لا أريد ان أخوض في غمار الخلاف الدائر حول فوائد و أخطار المنتجات المعدلة وراثيا و لكني أريد فقط هنا أن اطرح سؤالاً مقلقاً حول ما إذا كنا قادرين على مواكبة التطورات العلمية التي يشهدها عالمنا الذي أصبح يعرف بعصر الجينات او الجينوم ؟

 

أقول قولي هذا و أنا لازلت أتذكر تحذير كان قد جاء على لسان أحد مؤسسي علم البيولوجيا الجزئية و هو إيرفين شار جاف الذي يقول :إن اللعب في الجينات يعرضنا للخطر ، فهناك أخطاء قد تكون اثناء عملية التعديل الوراثي و قد تتكون مركبات خطرة مرافقة للمنتجات المحورة وراثياً.


إذا كان ذلك تحذيراً من أحد رواد و مؤسسي علم البيولوجيا الجزئية و هو العلم الذي يدرس طبيعة الجينات و يكشف عنها فما بالكم نحن الذي نتعامل مع تلك المنتجات و لا نعرف عن طبيعتها شيئا، نحن في زمن التلاعب بالجينات النباتية و الحيوانية و نقلها إلى الانسان عن طريق الغذاء أو الدواء، و تقنيات جينية توثر فينا سلباً وايجاباً ، نحن العرب نعيش اليوم في عصر الجينات لربما نتطور به و لربما يغيرنا دون أن ندرك طبيعة ذلك التغير .