في نشرة العلوم أدوية الضغط قد تحمي الدماغ من الإصابة بـ”ألزهايمر”

تحديدُ الأصولِ الميكروبيةِ لاستسقاءِ الرأسِ عندَ الرُّضَّع

حددَ الباحثونَ نوعًا جديدًا منَ البكتيريا قدْ يُسهِمُ في التراكُمِ الخطيرِ لسائلِ الدماغِ بعدَ العدوى عندَ الأطفالِ حديثي الولادة.

ووفقًا لتحليلٍ أجراهُ الباحثونَ لـمِئةِ رضيعٍ في أوغندا. يمكنُ أنْ تكونَ النتائجُ خُطوةً في تحديدِ الأصولِ الميكروبيةِ لاستسقاءِ الرأسِ التالي للعدوى، وهوَ السببُ الأكثرُ شيوعًا لجراحةِ الأعصابِ عندَ الأطفالِ في جميعِ أنحاءِ العالم.

ووَفقَ الدراسةِ المنشورةِ في دوريةِ “ساينس ترانسيشنال ميديسن” يمكنُ أنْ يمهِّدَ تحديدُ ذلكَ الميكروبِ الطريقَ لإستراتيجياتٍ أكثرَ فاعليةً للوقايةِ والعلاجِ منْ هذا الاضطرابِ، الذي لا يزالُ يمثلُ عبئًا صحيًّا كبيرًا في البلدانِ النامية.

يقدَّرُ عددُ المصابينَ بتلكَ الحالةِ بنحوِ أربعِمئةِ ألفِ طفلٍ سنويًّا. يحدثُ المرضُ غالبًا عندَ الرُّضَّعِ الذينَ يتعافَونَ منْ عدوى الدمِ بعدَ الولادةِ بفترةٍ وجيزة.

وعلى الرَّغمِ منْ أنَّ هذا المرضَ يمكنُ الوقايةُ منهُ نظريًّا، إلا أنَّ العلماءَ لا يزالونَ غيرَ متأكدينَ منْ أنواعِ الميكروباتِ التي تؤدِّي إلى الإصابةِ باستسقاءِ الرأسِ بعدَ العدوى في المناطقِ الموبوءة.

نتيجةً لذلك ، يفتقرُ الأطباءُ إلى الأدواتِ الوقائيةِ ويعتمدونَ على جراحةِ الأعصابِ باهظةِ الثمنِ لمنعِ إصابةِ الدماغِ والوفاةِ لدى الأطفالِ المصابين.

بحثًا عنِ الحمضِ النوويِّ للبكتيريا والفيروساتِ والفطرياتِ، المُحتمَلِ وجودُه في دماءِ الرُّضَّع ، قامَ الباحثونَ بإجراءِ عمليةِ تسلسلٍ جينيٍّ لعيناتِ الدمِ والسائلِ النخاعيِّ منْ مجموعتينِ منَ الأطفالِ الأوغنديين: أربعةً وستينَ رضيعًا يعانونَ منَ استسقاءِ الرأسِ بعدَ العدوى، وستةً وثلاثينَ رضيعًا يعانونَ منِ استسقاءِ الرأسِ غيرِ المُعدي.

وأظهرتِ الصورةُ الجينيةُ الناتجةُ سلالةً جديدةً منْ جنسِ بكتيريا الباينيباسيلس Paenibacillus في عيناتِ استقساءِ الرأسِ المُعدي؛ في حينِ غابتْ في عيناتِ الرضعِ الآخَرين.

ويقولُ الباحثونَ إنَّ تلكَ البكتيريا قدْ تكونُ هيَ المسؤولةَ عنْ حدوثِ تلفٍ دماغيٍّ شديدٍ عندَ الرضعِ؛ إلا أنَّهمْ يعودونَ ويؤكدونَ ضرورةَ إجراءِ المزيدِ منَ الفحوصاتِ لإثباتِ العلاقةِ السببيةِ بينَ تلكَ البكتيريا واستقساءِ الرأس.

ويقولُ الباحثونَ إنَّ ذلكَ النهجَ يمكنُ أنْ يساعدَ في تحديدِ الأسبابِ الميكروبيةِ الأخرى لاستسقاءِ الرأسِ التالي للعدوى في أجزاءٍ أخرى منَ العالم.

أدويةُ الضغطِ قدْ تحمي الدماغَ منَ الإصابةِ بـ”ألزهايمر”

يمكنُ استهدافُ المتغيِّرِ الجينيِّ الذي يؤدي إلى تفاقُمِ مرضِ ألزهايمر بمركباتٍ معتمدةٍ لمنعِ موتِ الخلايا العصبيةِ في الفئران، وَفقَ ما يقولُ بحثٌ جديدٌ نُشرتْ نتائجُهُ في دوريةِ “ساينس ترانسيشنال ميديسن”.

وتُشيرُ نتائجُ الدراسةِ الجديدةِ إلى أنَّ تلكَ المركَّباتِ تُستخدمُ حاليًّا على نطاقٍ واسعٍ للتحكُّمِ في ضغطِ الدمِ المرتفع. ويقولُ الباحثونَ إنَّهمُ استخدمُوا تلكَ المركَّباتِ لمواجهةِ الالتهابِ والتنكُّسَ العصبيَّ لدى بعضِ مرضى ألزهايمر.

على الرَّغمِ منْ أنَّ العلماءَ أمضَوا عقودًا في البحثِ عنِ الطبيعةِ الحقيقيةِ لمرضِ ألزهايمر، إلا أنَّ العديدَ منْ جوانبِ هذا الاضطرابِ لا تزالُ محاطةً بالغموض. لكنَّ الدراساتِ التي أُجريتْ على مستوى الجينومِ ربطتْ بينَ جيناتٍ مختلفةٍ وزيادةِ خطرِ الإصابةِ بمرضِ ألزهايمر، مما يشيرُ إلى أنَّ الإصابةَ بالمرضِ غالبًا ما تكونُ مُتجذِّرةً بعمقٍ فيالجينات.

في هذهِ الدراسةِ؛ ركَّزَ الباحثونَ انتباهَهمْ على جينٍ يُسمى ACE وهوَ جينٌ يرتبطُ بمخاطرِ الإصابةِ بارتفاعِ ضغطِ الدم.

 قامَ الفريقُ بتحليلِ البياناتِ الجينيةِ لأربعِمئةٍ وستةٍ وأربعينَ عائلةً مصابةً بمرضِ ألزهايمر؛ واكتشفوا وجودَ نوعٍ نادرٍ منَ الإنزيماتِ تزيدُ مستوياتُهُ عندَ تلكَ العائلات.

قامَ العلماءُ بتعديلِ فئرانٍ بشكلٍ وراثيٍّ ليتزايدَ مستوى الإنزيمِ لديهِم؛ ليُلاحظوا أنَّ تدهورَ أنسجةِ المخِّ يرتبطُ بتزايُدِ مستوياتِ ذلكَ الإنزيم؛ الذي يتحكمُ في مستوياتِهِ الجين ACE.

بعدَ ذلكَ؛ قامَ العلماءُ بإعطاءِ الفئرانِ عقاقيرَ لعلاجِ ضغطِ الدم؛ ليلاحظوا أنَّ تلكَ العقاقيرَ ثبطتْ منْ إفرازِ الإنزيم؛ وقللتْ منَ التلفِ الدماغيِّ الحادثِ في الفئرانِ التي تعاطتِ العقارَ مقارنةً بتلكَ التي لمْ تتلقَّ أيَّ دواء.

وهذا يعني أنَّ أدويةَ علاجِ ضغطِ الدمِ المرتفعِ قدْ تُسهمُ في الحدِّ منَ الإصابةِ بألزهايمر الوراثي -أوْ إبطاءِ أعراضِهِ على أقلِّ تقدير.

اكتشافُ فئةٍ منَ المركَّباتِ تُسهِمُ في القضاءِ على الإسهال

اكتشفَ العلماءُ فئةً منَ المركباتِ التي يمكنُ أنْ تمنعَ بأمانٍ نموَّ طفيلياتٍ تُسمى الأبواغَ عنِ الفئران.

والأبواغُ هي نوعٌ واسعُ الانتشارِ منَ الطفيلياتِ يمكنُ أنْ يسببَ الإسهالَ الشديدَ والموتَ لدى الأطفالِ الصغار.

بالإضافةِ إلى الكشفِ عنِ المركباتِ الواعدةِ المضادةِ لذلكَ النوعِ منَ الطفيليات؛ تضعُ الورقةُ البحثيةُ المنشورةُ إطارًا جديدًا يمكنُ أنْ يسرِّعَ منِ اكتشافِ الأدويةِ المستهدفَةِ لهذهِ العدوى.

وتتسببُ أمراضُ الإسهالِ في تسعةٍ بالمئةِ منْ جميعِ وَفَياتِ الأطفالِ على مستوى العالم، ويقدَّرُ مجموعُها بحوالَي أربعِمئةٍ وخمسينَ ألفَ حالةِ وفاةٍ بينَ الأطفالِ دونَ سنِّ الخامسة.

ويُعَدُّ السببينِ الرئيسيينِ في إسهالِ الأطفالِ نوعانِ منَ الأبواغ، يسببانِ عشراتِ الآلافِ منَ الوَفَياتِ، ويمكنُهُما أيضًا التأثيرُ على نموِّ الأطفالِ وإصابتِهِم بالتقزُّم.

على الرغمِ منَ انتشارِ الأبواغِ في أفريقيا جنوبِ الصحراءِ الكبرى والهند، إلا أنَّ الفاشياتِ تَحدُثُ أيضًا في مناطقَ مثلِ الولاياتِ المتحدةِ وأوروبا؛ إذْ قدَّرتْ إحدى الدراساتِ أنَّ الطُّفيلَ مسؤولٌ عنْ أكثرَ منْ نصفِ حالاتِ تفشِّي الأمراِض المنقولةِ بالمياهِ في الولاياتِ المتحدة.

وعلى الرَّغمِ منَ انتشارِهِ الواسعِ، هناكَ عددٌ قليلٌ جدًّا منْ خياراتِ العلاجِ للعدوى المعروفةِ باسمِ “خفية الأبواغ”.

فالدواءُ الوحيدُ المعتمدُ منْ إدارةِ الغذاءِ والدواءِ هوَ علاجٌ يُسمى “نيتازوكسانيد”. ولا يعملُ هذا الدواءُ بشكلٍ جيدٍ في الأطفالِ الذينَ يُعانونَ منْ سوءِ التغذيةِ والأفرادِ الذينَ يُعانونَ منْ نقصِ المناعة، وهيَ الفئاتُ الأكثرُ عُرضةً للعدوى والموت.

في تلكَ الدراسةِ؛ فحصَ الباحثونَ تسعةً وخمسينَ مُركبًا مضادًّا للميكروباتِ ضدَّ الأبواغ، واكتشفوا أنَّ الأزيتيدين ثنائيَّ الحلقاتِ وهوَ دواءٌ مخصَّصٌ للملاريا في الأساسِ يثبِّطُ نموَّ الطفيلياتِ أكثرَ منْ غيرِهِ منَ المركبات.

وسلَّطتْ دراساتٌ أخرى الضوءَ على ثلاثةٍ منْ نظائرِ أزيتيدين ثنائيةِ الحلقاتِ، التي قتلتْ بسرعةٍ كلا النوعينِ منَ الطفيليِّ المسؤولِ عنْ إصابةِ الأطفالِ بالإسهالِ بعدَ أربعةِ أيامٍ منَ العلاجِ اليوميِّ في الفئرانِ التي تُعاني منْ نقصِ المناعةِ معَ الإصابةِ المؤكدة.

الجديرُ بالذكرِ أنَّ تلكَ المركباتِ تتحملُها الفئرانُ بشكلٍ جيد. وهذا يَعني أنَّ الأعراضَ الجانبيةَ لتناوُلِ الدواءِ لا تكادُ تُذكَر. ويأملُ الباحثونَ استخدامَ تلكَ المُركَّباتِ في تجربةٍ سريريةٍ واسعةٍ على الأطفالِ في المستقبلِ القريب.

المصدر: https://www.scientificamerican.com/arabic/podcasts/60-second-science/in-science-news-blood-pressure-drugs-may-protect-the-brain-against-alzheimer/