من المعروف أنَّ أسبابَ وطُرق مُعالجة الألم المُزمِن تختلِف بين مريض وآخر عادةً، ولا يُمكن تحديدُها بشكلٍ واضِح. ولكن، قدَّمت دِراسةٌ حديثةٌ أوَّلَ دليل على أنَّ الالتِهابَ في مناطق رئيسيَّة من الدِّماغ قد يُمارِسُ دوراً في هذا الإحساس المُستمرّ بالانزِعاج.

قالَ الباحِثون إنَّ النَّتائجَ تُسلِّطُ الضوءَ على المصادِر المُحتَملة للألم المُزمِن، وقد تُشيرُ إلى طُرق مُعالجته أيضاً.

أجرى الباحِثون تصويراً للدِّماغ عند 10 أشخاص يُعانُونَ من ألمٍ مُزمِنٍ في القسم السفليّ من الظَّهر، وعندَ 9 أشخاص لا يُعانُون من الألم المُزمِن (مجموعة المُقارنة).

بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ الأشخاصَ، الذين عانوا من الألم المُزمِن، كانت لديهم مُستوياتٌ مُرتفِعة من بروتين ناقِلٍ يرتبط مع الالتهاب في مناطق من الدِّماغ تُمارِسُ دوراً في عمليَّة انتِقال الألم.

قال المُشرفُ على فريق الباحثين ماركو لوغيا، من مستشفى ماساشوسيتس العامَّة في بوسطن: “إنَّ اكتشافَ مُستويات مُرتفعة من البروتين النَّاقِل في مناطق مثل المِهاد، الذي يُعدُّ البوَّابةَ الحِسيَّة للدِّماغ بالنسبة إلى الألم والمُنبِّهات الأخرى، أمرٌ هامٌ جداً. ويعود هذا إلى أنَّه كلَّما أُصيبَ البدنُ بالضَّرر، قامت خلايا تُسمَّى الخلايا الدُّبيقيَّة والخلايا النَّجميَّة، وهي الخلايا المناعيَّة للجهاز العصبيّ المركزي، بإفراز البروتين النَّاقل بكمِّيات كبيرة نسبياً”.

“نحتاج إلى المزيد من الأبحاث حول هذه المسألة، ولكن تُشير نتائجُنا المُبكَّرة إلى أنَّ الخلايا الدُّبيقيَّة والخلايا النَّجميَّة قد تكون هدفاً للعِلاج بالأدوية ضدّ الألم. كما أنَّ رصدَ مُستويات هذا النَّشاط قد يكون طريقةً موضوعيَّة أيضاً لقِياس مستويات الألم عند الإنسان”.